صفية وابنتها

 عاشت صفية أياما سعيدة وأياما حزينة لكنها ترضى دائما بقضاء الله وقدره. صفية كانت فتاة جميلة تعيش في شارع شبرا في القاهرة، حصلت على دبلوم التجارة وعملت في محل والدها لتبيع فيه السجائر والحلويات، وفي أحد الأيام شاهدها أحمد أحبها فهي جارته التي تربّى معها وكان يراها طفلة تلعب معه وكانت شديدة الرقة، فتقدم أحمد ليتزوجها ووافق الأهل وتزوجا.

كان أحمد يعمل في أحد البنوك بعد حصوله على بكالوريوس التجارة، وكان راتبه كبيرا فأخذ شقة في مدينة نصر وعاشا أياما سعيدة خاصة بعد أن أنجبت صفية ابنها حمدي، كانت فرحة أحمد بحمدي لا توصف, كان يلعب معه دائما بعد عودته من عمله، وكان يحرص أحمد على أن يقوم بالاعتناء بزوجته أم ابنه فلم يبخل عليها بالهدايا ولم يبخل عليها بالخروج.

في أحد الأيام خرجت صفية مع ابنها الذي بلغ 4 أعوام لزيارة والدتها في شبرا واتصلت به فرفض وطلب منها انتظاره والعودة إلى المنزل، لكنها لم تسمع خاصة أنها تريد أن تسلم على شقيقتها التي عادت من الإمارات مع زوجها.

وفي شارع رمسيس عندما تأهبت لعبور الشارع أتت سيارة مسرعة واصطدمت بالولد ومات، صرخت صفية ودوى صراخها في الشارع وتجمع المارة لكن الولد مات، لم يقدر أحد أن يبلغ أحمد بما جرى حتى عاد إلى منزله بعد صلاة المغرب فوجد قرآنا وباب شقته مفتوحا فدخل فواجهته زوجته بالأمر، وقالت له إن حمدي راح ولم يعد موجودا، لم يتمالك أحمد نفسه ثار في الجميع وطلب معرفة حقيقة وفاة ابنه فعرف أن زوجته لم تُطِعه في عدم الذهاب لوالدتها دونه، فطلقها وقدم فيها بلاغا في القسم يتهمها بقتل ابنه بسبب الإهمال.

تدخل الأقارب والمعارف من أجل المصالحة ولكنه رفض حتى بعد أن علم أنها حامل رفض ولكن بعد مرور الوقت تنازل عن بلاغه ولكنه لم يرجعها وتركها عند منزل والدتها أنجبت صفية ابنة اسمها هالة، ورفعت قضية نفقة على طليقها الذي قبل دفع نفقة شهرية قدرها 1500 جنيه لابنته وتزوج أحمد من امرأة جديدة، وعاشت صفية حزينة على الماضي وآملة في مستقبل ابنتها.