بغداد – نجلاء الطائي
أعلنت ناشطة وإعلامية عراقية طرح مشروع يهدف إلى رعاية وخدمة الأرامل والمطلقات وتقديم مسارات توعوية وتثقيفية، وتدريب وتأهيل، مبينة أن هذا المشروع يقدم الرعاية والخدمات النوعية للأرامل والمطلقات في منطقتها دون ربح، إذ تعد الجمعية من الجمعيات الحديثة في المجتمع، وتسير بخطى ثابتة ورائدة وسريعة.
وقالت الناشطة أمل ماضي في تصريح لـ" العرب اليوم" أنه بسبب الظروف القاهرة التي تعيشها النساء من دون معيل انطلقت في مشروعها الهادف إلى مد يد العون لأقرانها من النسوة عبر خلق وعي بين أوساط تلك الشريحة الاجتماعية المهمة بطبيعة الحقوق والواجبات المترتبة على أفرادها، حيث تسعى أمل الماضي التي تعد إحدى أبرز النساء الناشطات في مجال حقوق المرأة عبر حراكها لتأسيس قاعدة نسوية قادرة على التصدي للانتهاكات التي تقع بحق النساء وفق قولها.
وأضافت ماضي، "هدفي هو تثقيف المرأة بالمكاسب والامتيازات التي كفلتها لها الأديان السماوية والقوانين الوضعية، خصوصًا أن معظم النساء يجهلن تلك الحقوق، ويتعرض الكثير منهن للانتهاك"، وترى ماضي أن المرأة العراقية عانت خلال العقدين الماضيين من تهميش كبير واستبعاد متعمد من قبل الرجال عن حقها المشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فتقول، "الظروف الاستثنائية التي مر بها العراق جعل من المرأة موطن للضعف والاقصاء بعد أن تفشت الكثير من الأعراف البدوية التي عفى عنها الزمن منذ عهد بعيد، مما عزلها عن مشاركة الرجل في أكثر القرارات المشتركة ابتداءً من العائلة الصغيرة إلى قيادة الدولة والشؤون السياسة".
وتسترسل ماضي "هناك نظرة دونية للمرأة من قبل الرجل أفضى إلى انكسار واضح في شخصية المرأة العراقية، فضلًا عن الممارسات السلبية المتعمدة وغير المتعمدة تجاهها كان ولا يزال سببًا في إضعاف دورها كشريك أساسي في المجتمع"، وترى الماضي أن من أهم الخطوات الاساسية لإعادة تأهيل المرأة تكون عبر إعادة ثقة المرأة بنفسها واعتمادها على الذات في تسيير شؤونها في مختلف مناحي الحياة، ومن أبرز تلك الخطوات تدريب المرأة على العمل والكسب المشروع، مبينة " أنا وبعض زملائي قمنا بتدريب المرأة على العمل بمختلف الاختصاصات، مثل التدريب على استخدام الحاسوب، والتجارة، والاعمال الحرفية والفنية أيضًا".
وعن طبيعة الدعم الذي تحظى به ماضي، والأشخاص الذين وقفوا إلى جانبها تقول، "أول من ساندني في طموحي والارتقاء بهذا المشروع الإنساني هم إخوتي على وجه التحديد، حيث كانوا أول الداعمين لي بعد تجربة زواجي الفاشل، وحرماني من أطفالي الثلاث".
وتشير ماضي خلال حديثها أيضًا إلى تقبل المجتمع العراقي المحافظ لفكرة إعادة تأهيل الأرامل والمطلقات وإعادة دمجهن في الحياة اليومية بشكل إيجابي، فتشير ، "في البدء واجهة صعوبة في التعامل وتفعيل برامج التاهيل نظرًا لعزوف النساء عن الانخراط في مثل هذه الدورات، سيما أن أغلبهن من المطلقات والأرامل، لكن بمرور الوقت واتضاح طبيعة البرامج والمساعدة التي نقدمها للنساء بات الإقبال والتواصل مع العوائل أكثر جدية ونجاح، منوة "لم يعد الامر محصورًا بالنساء الأرامل أو المطلقات فقط، فقد بدأت تتوافد العديد من النساء المتزوجات والفتيات ممن لم يوفقن في إكمال دراستهن أملًا منهن للتدريب والتعلم واكتساب الخبرة في بعض المهن الملائمة.