واقعة ذبح رجل لزوجته وابنته في البساتين

هدَّد شخص يدعى "محمد.ب"، وشهرته "كبدة"، أسرته خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، بكلمه "هدبحكوا"، حتى أقدم فجر الخميس الماضي على ذبح زوجته "صباح" وابنته "فاطمة" التي أراد الاستيلاء على "فلوس جهازها"، ثم أقدم على الانتحار، فيما نجا أطفاله الثلاثة الآخرين.

ووفقًا لموقع صحافي، انتقل لشارع عمرو بن العاص في منطقة "مزرعة البط" في البساتين، لسماع روايات أهل الضحيتين وشهود العيان، للوقوف على تفاصيل الجريمة البشعة التي أصبحت حديث الجميع، فقبل 16 عامًا، جمعت قصة حب بين "صباح" 35 عامًا، وجارها محمد "جزار"، تزوجا على أثرها، ثم أنجبا 4 أطفال، أكبرهم "فاطمة"، وبمرور 5 أعوام؛ كانت الأم تعمل في البيوت، فيما ترك الأب عمله وأدمن على تعاطي المواد المخدرة والتجارة فيها، كما يروي "فارس.س" شقيق المجني عليها.

ويقول فارس: "أختي وجوزها المشاكل زادت بينهم بعد ما ساب الشغل، وبيجيب أصحابه البيت بالليل عشان يشربوا مخدرات، ومن أسبوع ضرب صباح، ونزّلها بهدوم البيت عشان عاوز ياخد منها فلوس"، وهو ما أكده عدد من جيران المتهم، بأنه دائم الاعتداء عليهم.

المتهم "كبدة" أصبح مترددًا على السجن في عدة قضايا مواد مخدرة، فيما تعكف "صباح" على رعاية أبنائها "فاطمة وسيف وزينب ومنى" والإنفاق عليهم، ونجحت في شراء شقة "إيجار قديم" –محل الجريمة- لإيواء أطفالها، حتى خرج الزوج من السجن منذ شهر، وداوم على طلب الأموال للصرف على "مزاجه"، حسب "فارس".

وأوضحت عزة ابنة أخت المجني عليها: "خالتي قبضت جمعية كبيرة عشان جهاز فاطمة قبل الحادثة بيومين، وشالوا الفلوس في الفريزر.. خايفين جوزها يسرقها"، وتضيف "خالتي كانت دايمًا تقولي أنا حاسة إني هموت مدبوحة".

ويوم الحادث "فجر الخميس"، سمع "أحمد" أحد سكان العقار، أصوات صراخ واستغاثات، لكن اعتياده على سماع هذه الأصوات منعه من الخروج من مسكنه، "بيتخانقوا كل دقيقة"، قائلًا "بمرور الوقت انقطع الصوت وتخيلت أن الأمر انتهى، والصبح صحيت على صوت الإسعاف وعرفت أن كبدة دبح مراته وبنته".

ووقت الحادث، أراد "كبدة" الاستيلاء على أموال زوجته وابنته بعدما وجدها داخل "الفريزر"، فنشبت بينهم مشاجرة عنيفة، فاستلّ المتهم "كزلك" وسدد للأولى عدة طعنات في الرقبة والصدر، فأرداها قتيلة، فصرخت الفتاة تحتضن والدتها قائلة "ضربت ماما ليه.. حرام عليك"، فذبحها بذات السلاح لتسقط غارقة في دمائها، حسب رواية أحد الأطفال الناجين من الحادث، إذ اختبأوا داخل إحدى الحجرات يتابعان ما يحدث في ذهول.

وكانت "تعالي بسرعة بدل ما أدبحهم"، مضمون مكالمة هاتفية من المتهم "كبدة" لشقيقه عقب ارتكاب جريمته، يطلب منه القدوم بدلًا من قيامه بذبح طفلتيه "منى وزينب"، وعند وصوله صباحًا وجد شقيقه وزوجته وابنته غارقين في دمائهم، فأبلغ الشرطة، "غرقانين في بركة دم"، يصف أحد الجيران المجني عليهما والمتهم عقب دخول المسكن، قائلًا "جثة الأم وبنتها جنب بعض في غرفة النوم، والأب ملقى عليهم"، مضيفًا "لقيت الطفلين مستخبيين ورا دولاب صغير ومرعوبين من المنظر".

وانتقل العميد محمد الشرقاوي، رئيس مباحث قطاع جنوب القاهرة، لمحل الواقعة، وبالفحص تبين مقتل الزوجة وابنتها، وقيام المتهم "محمد.ب" بإصابة نفسه في الرقبة والصدر، محاولًا الانتحار، ومازال حيًا، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج تحت حراسة مشددة.

وصرّحت النيابة بتشريح جثتي المجني عليهما وتسليمهما لذويهما للدفن، كما تحفّظت على سلاح الجريمة "كزلك"، وأمرت بالتحفظ على المتهم لحين التحقيق معه في الواقعة، وقررت إغلاق المنزل "مسرح الجريمة"، وانتقل الطفل "سيف" للعيش مع خاله، وانتقلت الطفلتان "منى وزينب" للعيش مع عائلة والدهما، فيما عكف "عامل" على مسح آثار الدماء من سلالم المنزل، وغادر بعض السكان العقار لحين عودة الأمور لطبيعتها.