لينا غصن

قصدت عملها صباحاً في بلدية #القبيات، امضت وقتاً قليلاً قبل ان تقرر العودة الى منزلها للاطمئنان إلى والدتها المسنة المريضة. ما إن انتهت وعادت إدراجها إلى عملها، وقبل ان تصل الى مبنى البلدية بأمتار قليلة، اصطدمت بها سيارة لتصطدم بدورها بشاحنة، ما أدى إلى وفاتها... هي لينا غصن التي فجعت الجميع بخبر وفاتها قبل التداول بمقطع فيديو للحظات الأخيرة من حياتها.

لحظات الموت

"56 سنة أمضتها لينا على الأرض قبل ان تصعد روحها إلى السماء، لم يكتب لها الارتباط، كرست وقتها لخدمة والدتها، حصلت على وظيفة محاسبة في العام 1996 في بلدية بلدتها، وفق ما قاله رئيس البلدية عبدو عبدو لـ"النهار"، قبل ان يضيف: "كانت موظفة مثالية، لا تكره أي إنسان، تبتسم للجميع، نأسف على رحيلها السريع". وعن الحادث شرح: "اصطدمت سيارة فتاة من بلدة عيدمون كانت آتية الى مركز عملها القريب من مبنى البلدية بسيارة لينا، ما أدى الى اصطدام سيارة المرحومة بشاحنة لتغير بعدها اتجاهها، الضربة أتت على ركبة لينا وساقها، لكن سبب وفاتها كسر عنقها، أسعفها الصليب الأحمر على الفور ونقلها الى مستشفى سيدة السلام التي تبعد حوالى كيلومتر ونصف الكيلومتر، الا انها توفيت قبل أن تصل".

جرى توقيف الفتاة وسائق الشاحنة، لكن كما قال الريّس عبدو: "لا اعتقد ان عائلة غصن سترفع دعوى، كون الحادث قضاء وقدراً بحسب ما استشففته من حديثي مع شقيقاتها الاربع، لكن القرار النهائي متروك لشقيق الضحية المتواجد حاليا خارج لبنان حيث ننتظر وصوله".

الرحلة الأخيرة

بلدية القبيات نعت لينا على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي" فايسبوك" بالقول: "لقد آلمتنا شديد الألم وفاة الآنسة لينا جمال غصن، جرّاء الحادث الأليم الذي أودى بحياتها وهي في ريعان الشباب، بحيث خسرت بلدية القبيات والجسم الوظيفي فيها واحدة من أهم الموظفات البارعات التي لم تتوان يوماً عن القيام بواجبها وخدمة عملها... رحم الله لينا، والصبر والسلوان لأهلها وذويها وزملائها ولرئيس وأعضاء المجلس البلدي في القبيات". كذلك فعل اصدقاؤها وأقاربها.

غداً ستوارى لينا في الثرى في كنيسة الأربعين شهيداً في القبيات الغربية الساعة الرابعة بعد الظهر، لتنتهي رحلة مرورها الهادئة في الدنيا، ما عدا الفصل الاخير من حياتها، حيث أُجبرت على كتابته بالدم في حادث مفجع وثّق بكاميرات المراقبة!