المراهقة النمساوية سمر كيزينوفيك

لقيت المراهقة النمساوية سمر كيزينوفيك، البالغة من العمر 17 عامًا، حتفها بينما كانت تحاول الفرار من مناطق تنظيم "داعش" في الرقة، وأكدت قبل وفاتها أنها كانت بمثابة "عبدة للمقاتلين لممارسة الجنس"، حسب ما نقتله متطرفة تونسية سابقة عاشت مع الفتاتين سمر وصديقتها سابينا في عاصمة الجماعة المتطرفة، وأوضحت المرأة التونسية أن المراهقتين النمساويتين عاشتا معًا في المنزل نفسه، واعتُبرتا بمثابة "هدية جنسية للمقاتلين الجدد"، وأن المقاتلين عذبوا سمر حتى الموت حين حاولت الفرار.

وتمكّنت كل من سمر وصديقتها سابينا سليموفتيش، 15 عاما، من الوصول إلى سورية في نيسان/أبريل، وظهرتا على موقع التنظيم تحملان سلاح Ak-47  ويحيط بهما مجموعة من الرجال المسلحين، وبحلول تشرين أول/أكتوبر ظهرت تقارير عن رغبة سمر الفرار بعدما تأزمت نفسيا بسبب عمليات القتل التي تقوم بها المجموعة المتطرفة.

وكشف مسؤول في الأمم المتحدة، في وقت سابق من هذا العام، أن فتاة نمساوية من أصل بوسني يُعتقد أنها سابينا توفيت في القتال في سورية، وكانت الفتاتان تنتميان لعائلات اللاجئين البوسنيين الذين فروا إلى النمسا في التسعينيات، هربا من الحرب في بلادهم.

وتركت الفتاتان رسالتين عند فرارهما من عائلاتهما تخبرانهما فيها "لا تبحثوا عنا، سنذهب لخدمة الله وسنموت من أجله"، وفي نيسان/أبريل، سافرتا عبر تركيا إلى سورية وتزوجتا من مقاتلين، وحملت مسؤولية فرارهما لداعية إسلامي من البوسنة يعيش في فيينا معروف باسم أبو تيجما، وهو ما نفاه عند إلقاء القبض عليه في شبكة تمويل التطرف المزعومة في تشرين ثاني/نوفمبر.

وبعثت سابينا عددًا من الرسائل النصية لمجلة فرنسية، تصر فيها على أنها كانت تتمتع بحياة أفضل في مناطق مزقتها الحرب، حيث شعرت بأنها حرة في ممارسة شعائر دينها، وأشارت في واحدة منها إلى أن زوجها جندي، وقالت "أنا أشعر هنا بأنني حرة، أستطيع أن أمارس شعائر ديني، وهذا شيء لم أكن قادرة على فعله في فينا".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية ألكسندر ماراكوفيتس أن إغراءات "داعش" المتزايدة للشباب هي تحدٍّ حقيقي للسلطات، وأوضح "لو أننا نستطيع أن نلقي القبض عليهم قبل مغادرتهم، فسيكون لدينا فرصة للعمل مع والديهم والمؤسسات الأخرى لإخراجهم من دائرة تأثير "داعش" عليهم، والتي دفعتهم للتصرف بهذه الطريقة في المقام الأول".

وأوضح "بمجرد أن يغادروا البلاد، يكون تفكيرهم قد تسمم، ويكون من المستحيل إعادتهم إلى المسار الصحيح"، ويعيش ما يقرب من نصف مليون مسلم في النمسا، وهو ما يشكل حوالي 6% من السكان، وأكثرهم من أصول تركية وبوسنية.

ويُعتقد أن عدد النمساويين في مناطق القتال وصل إلى 130 شخصا، وأوضح الخبراء أن نصفهم على الأقل ينتمون إلى أصول من منطقة القوقاز من روسيا، ولجأوا إلى النمسا بعد الحرب الشيشانية الدموية.