الممثلة الأميركية سوزان ساراندون

تحتفل الممثلة الأميركية وسفيرة النوايا الحسنة سوزان ساراندون بأعياد الميلاد هذا العام بطريقة غير عادية، بعدما قامت بتفويت حفل العشاء الذي تقيمه العائلة احتفالًا بفوزها بجائزة الأوسكار كأحسن ممثلة، وحزمت حقائبها مع البطانيات الطارئة متجهة إلى ليسبوس اليونانية في زيارة تمتد لأسبوع.
 
 
وتعد جزيرة ليسبوس، التي تبعد عن تركيـا مسافة 10 كيلومترات نقطة تجمع للاجئين الفارَين من البلدان التي دمرتها الحروب عبر بحر إيجة. ووفقًا للمنظمة الدولية المعنية بشؤون المهاجرين، فإن عدد اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا قد بلغ نحو مليون لاجئ. في حين وصل إلى اليونان في يوم واحد فقط 7 آلاف و575 لاجئًا.
 
وذكرت ساراندون في مقابلة أجرتها مع صحيفة "الغارديان"، أنها تريد التعلم من اللاجئين، ونشر رواياتهم على الإنترنت. كما كتبت لصالح "هافينغتون بوست" و "ريوت"، من مخيم موريـا، وكارا تيبي، للاجئين بأن هدفها الأساسي كان لترويج القضية باعتبارها مسألة إنسانية وليس لتسييسها.
 

واكدت سفيرة النوايا الحسنة لـ "اليونيسيف" سوزان ساراندون، بأنها سمعت روايات مثيرة من اللاجئات اللواتي تعرضت منازلهن للدمار وكان مصير أزواجهن الذبح. كما شددت على أن العديد من هؤلاء اللاجئين قد اضطر إلى بيع كل ما يمتلكونه لسداد مبلغ 3 آلاف دولار لمهربي البشر والفرار من الجحيم.
 
 وأضافت ساراندون، أن هؤلاء اللاجئين لا يختلفوا عن باقي البشر، مشيرة الى انهم يريدون أيضًا توفير الأمان والنظافة والتعليم لأطفالهم. وخلال فترة تواجدها برفقة اللاجئين، فقد تقابلت مع أم تبلغ من العمر 16 عامًا ومولودها الجديد. وأبدت ساراندون تساؤلها عن كيفية ولادة ذلك الطفل، وكيف عبر البحر في هذه الرحلة التي تحمل مخاطر كبيرة.
 
 وجلبت معها في رحلتها للاجئين الجوارب وقفازات يدوية للتدفئة إضافة إلى ألواح الغرانولا، إلا أنها لم تتمكن من منحهم الكثير من الأمل. وأوضحت بأن اللاجئين الذين وصلوا إلى الجزيرة يواجهون واقعًا أسوأ على بعد أميال في ظل غلق الحدود أمامهم وهو ما سيجعلهم ينتظرون طويلًا.
 
وعملت ساراندون مع عدد من المنظمات الشعبية ومتطوعين من هولندا والنرويج وإسبانيـا في ليسبوس، بما فيها مجموعة من الأطباء والذين كانوا يقدمون حاملات الأطفال لأمهات اللاجئين. كما عملت مع فريق للإنقاذ ورجال إطفاء وسباحين فضلًا عن منظمة يونانية تعمل على تنظيف ملابس اللاجئين.
 

ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، فإن اليونان تتلقى 12 مليون دولار تمويل من أوروبا يأتي أغلبه من المملكة المتحدة وألمانيـا وكوريا الجنوبية. ولكن اليونان مازالت تواجه فجوة تمويلية تبلغ 4,9 مليون دولار.
 
يشار إلى أن هناك مشكلة ملحة تتمثل في دعم اليونان من البلدان الأخرى، خصوصًا في ظل هذا التوافد الكبير من اللاجئين قبيل طقس الشتاء القارس، في الوقت الذي تعتمد فيه اليونان على السياحة في دعم اقتصادها. وأشارت ساراندون إلى أن اليونان لا يتحمل اقتصادها أو بيئتها عبء توافد اللاجئين المخيف والذي يقدر بنحو 4 آلاف لاجئ يوميًا، ومع ذلك تقف البلدان الأخرى مكتوفة الأيدي ولا تتدخل للمساعدة.