رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغرت تاتشر

أكَد أقرب مستشار لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغرت تاتشر، اللورد بأول، بأن السيدة تاتشر كانت ستدعم بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، مما أثار ردود فعل غاضة بين النواب المحافظين المعارضين للأمر. مشيرًا "بالرغم من احتدام المعركة في موضوع عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي إلا أن تاتشر كانت ستدعم مسودة اتفاق ديفيد كاميرون". ورفض الزملاء السابقين والأصدقاء المقربين لتاتشر تلك تصريحات بأول معتبرينها "غير حساسة".
 

 

 
وأوضح اللورد تبيت الذي شغل منصب رئيس حزب "المحافظين" في فترة تاتشر، "كانت ستصوت بلاد كبيرة لمسودة كاميرون لو كانت على قيد الحياة". وكتب مستشارها السياسي السابق جون ريدوود على موقع على الانترنت"، يبدو أن مستوى الكثيرين تراجع كي يطلبوا العون من الموتى".
 
وكتب اللورد باول في صحيفة "صنداي تايمز"، "لم يكن قلب تاتشر متعلقا بعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ولكني مقتنع أن عقلها كان سيخبرها بضرورة البقاء في الوقت الراهن". وأضاف، "وكان هناك الكثير من الفترات التي انزعجت فيها تاتشر من أوروبا ولكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه منها قد هو اقتراح الانسحاب من الاتحاد الاوروبي، أعتقد أنها كانت ستناقش الموضوع أكثر لو كانت هنا، وفي النهاية كانت ستدعم مسودة ديفيد كاميرون".
 
ودحض اللورد تبيت كل ادعاءات اللورد باول حول تاتشر ورأيها مصرا على أنه يعرفها أفضل منه، وقال "أخذ وجهات نظر أشخاص ميتين بقياس رأيهم في حقبة مختلفة حول نفس القضية ليس موضوعيا، أتذكر كلماتها حول خطة جاك ديلور لأوروبا والتي لا تزال سياسة اللجنة والبرلمان الاوروبي، كانت كلماتها لا لا، وأعتقد أن الحاصل اليوم يشابه ما حصل في عهدها وبالتالي كانت سترفض بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي".
 
وأتى تدخل اللورد باول في الوقت الذي أدى تهميش كاميرون لوجهات نظر الأطراف المحلية في بريطانيا حول قضية البقاء في الاتحاد، ولفت نشطاء في حوالي 43 جمعية محافظة نظر كاميرون أنهم هم من كانوا السبب في فوزه في الانتخابات العامة الماضية، وأنه لا يوجد رئيس وزراء لديه الحق المطلق في تقرير مصير شعبه.
 
وحذروه من الاستمرار في اظهار عدم الاحترام لوجودهم والسماح لهم بالاشتراك في مناقشة أمر الاتحاد الاوروبي، وفي عريضة أرسلوها الى صحيفة "صنداي تلغراف" جاء فيها، "جابت قواعدنا الشعبية كل الشوارع وفي جميع الأحوال الجوية وطرقت كل الابواب وشغلت الكثير من الناس وجمعت الأموال لضمان فوز مرشحها كاميرون في الانتخابات، ومن المؤسف أن رئيس الوزراء يرفض ذات الشعب الذي ساعده في تأمين الفوز، وينبغي عليه أن يتذكر ألا حق الهي لديه في الوجود كرئيس للوزراء، ونحن نحثه على عدم اظهار ازدراء للمخلصين الذين ساعدوه في الفوز بحكومة أغلبية في البرلمان".
 
وجاء تدخل تاتشر الاكثر شهرة في أوروبا عام 1988 عندما ردت بغضب على قرار رئيس الجماعة الاوروبية في ذلك الوقت جاك ديلور الذي وعدهم بأن أوروبا ستتخلص بمساعدته من تأثير تاتشر عليها، وخطبت تاتشر ردا على ديلور قائلة: "نحن لم نرفع حدود الدولة في بريطانيا، إلا كي نراها مفروضة على المستوى الاوروبي".
 
ويواجه كاميرون معركة محتدمة ومتنامية بين المؤيدين والمعارضين في استفتاء البقاء في الاتحاد الاوروبي، وقيل إنه توسل الى صديقه المقرب مايكل غوف بعدم الانضمام الى الحملة المعارضة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
 
وتزداد التكهنات حول قيادة وزير العدل للحملة المضادة، ولكن مساعديه أكدوا أنه سينتظر حتى توقيع زعماء الاتحاد الاوروبي على اتفاق اعادة التفاوض قبل البت في رأيه، وجاءت هذه التكهنات في الوقت الذي حصلت فيه مواجهة غاصبة بين كاميرون ووزير العمل ايان دنكان سميث بسبب الاستفتاء.
 
وزعم الوزراء المعارضين في حكومة كاميرون أن كاميرون والوزراء المؤيدين للاقتراح سمحوا لنشطاء حملة التأييد بأن ينظموا حملة شعبية لحث الناس على التصويت بنعم في الاستفتاء، فيما كمم أفواه المعارضين. ويعتبر ايان أرفع وزير في مجلس وزراء كاميرون معارض للبقاء في الاتحاد الاوروبي ونقل البعض على لسانه قائلا " ستخلق اصلاحات كاميرون فوضى لا تصدق في نظامنا ومن المرجح أن تكون المحاكم هي المتضرر الأول". ووصف خطته "بالهراء".
 
وشرع كاميرون في جولة لمدة اسبوعين لإقناع قادة الاتحاد الاوروبي الـ 27 بالموافقة على حزمة الاصلاحات التي جاء بها قبيل قمة بروكسل في 18 و19 شباط/فبراير، وأشار أن خطته تفضي الى الكثير من التغييرات في علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، إلا أنه واجه غضب الكثير من المحافظين المشككين في البرلمان.
 
ومرر النائب المحافظ برويس جونسون لزميله النائب برنارد جنكينز ملاحظة في البرلمان في النقاش حول أوروبا قائلا: "ستكون بريطانيا في أضعف حالاتها إذا بقيت في الاتحاد الأوروبي". وشكك في أجزاء رئيسية من خطة كاميرون المقترحة على الاتحاد الأوروبي.