السيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب وابنتها إيفانكا

ظهرت السيدة الأميركية الأولى، ميلانيا ترامب، وابنتها إيفانكا، خلال لقائهما مع بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، الأربعاء، مرتديان غطاء للرأس ولباسًا محتشمًا أسود،  لتسير بذلك على خطى نظيرتها السابقة ميشيل أوباما، عندما التقت البابا بنديكت، وذلك ضمن جولة خارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، يختتمها بزيارة الفاتيكان.

ورحب جورج جانسوين، رئيس الأساقفة، والسكرتير الخاص للأسرة البابوية، بترامب وزوجته وابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وارتدت ميلانا وإيفانكا الحجاب وفقًا لتقاليد الفاتيكان كدليل على الاحترام عند لقاء البابا، بالإضافة إلى "هوب هانكس" مساعدة الرئيس الأميركي.


الجدير بالذكر أن سيدات البيت الأبيض، لم يرتدين غطاءً للرأس عند زيارة المملكة العربية السعودية خلال نهاية الأسبوع الماضي، على الرغم التقليد المحلي للنساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب في الأماكن العامة.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان انتقد ميشيل أوباما بعد ظهورها بدون غطاء للرأس أثناء مرافقتها للرئيس السابق باراك أوباما في زيارة تعزية في المملكة العربية السعودية في يناير 2015 بعد وفاة المللك عبدالله، قائلًا: إن "كثير من الناس يعتبره موقفًا رائعًا بعد أن رفضت السيدة أوباما ارتداء وشاح في المملكة العربية السعودية، ولكنه يعد إهانة للبلاد".

وقالت الصحيفة، إن ميشيل أوباما اختارت ارتداء الحجاب الأسود على الرأس عند لقاء البابا بنديكت عام 2009، موضحة أن النساء الكاثوليك في جميع أنحاء العالم عادة مايرتدون غطاءً أسود للرأس عن دخول الكنيسة حتى خمسينات القرن الماضي.

وأوضحت الصحيفة تفاصيل زيارة العائلة للفاتيكان، حيث جلست ميلانيا، وإيفانكا وزوجها جاريد  في غرفة جلوس، بينما اجتمع البابا فرانسيس وترامب، وبدا الرئيس الأميركي غير مرتاحًا عندما دخل مصعدًا صغيرًا نقله إلى الطابق الثالث من القصر، حيث رافقه جانزوان ومسؤولون آخرون على طول ممر جدارية إلى حجرة اجتماعات البابا الخاصة.

واجتمع بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، والرئيس ترامب، لمدة بلغت نحو 30 دقيقة، وفقًا لما أفادت به الصحيفة، التي ذكرت أن "الرجلين تصافحا، حيث بدا ترامب مبتسمًا بينما بدا البابا أكثر جدية، قبل أن تتم مطالبة الصحافيين بالخروج من القاعة"، ثم التقط الرجلان الصور قبل التوجه إلى اجتماعهما، وتحديدًا في الساعة 8.33 صباحًا الأربعاء.

وتابعت الصحيفة، أنه بعد انتهاء الاجتماع تصافح الاثنان معًا، كما تصافح البابا فرانسيس مع أعضاء فريق الرئيس، بما فيهم الحارس الشخصي السابق كيث شيلر ومدير وسائل الإعلام الاجتماعية دان سكافينو، ثم تبادلا الهدايا في الفاتيكان قبل مغادرة الرئيس، حيث أعطى البابا فرانسيس الرئيس نسخًا من وثائقه التعليمية الرئيسية الثلاثة باعتبارها جزء من الهدايا، كما يفعل عادة لزيارة رؤساء الدول.

وتحدد الكتيبات الحمراء المحاطة بالجلد إلى حد ما بابويته وأولوياته، وتتناقض بعض المواضيع الرئيسية الواردة فيها بشكل حاد مع سياسات الرئيس دونالد ترامب ووعود الحملات، ولا سيما فيما يتعلق بالنهج المتبعة إزاء البيئة وعدم المساواة في الدخل.

وكانت هدية ترامب لـ"فرانسيس" ملفوفة في صندوق أزرق كبير، وقال الرئيس إنه كان يسلم "كتبًا عن مارتن لوثر كينغ"، " أعتقد أنك سوف تتمتع بها وأتمنى أن تفعل"، وكشف البيت الأبيض أن المجموعة تضم الكتب الخمسة التي كتبها كينغ في حياته، وهي في حالة عرض مخصص، وهي قطعة من الغرانيت من مارتن لوثر كينغ. 

وأوضح البيت الأبيض أن الهدية "تكرم كينغ ورؤيته وإلهامه للأجيال القادمة"، كما أعطى ترامب، للبابا فرانسيس، منحوتة برونزية، ويطلق البيت الأبيض عليها "الارتفاع فوق"، قائلًا إنها تمثل الأمل في غد سلمي.

فيما يذكر أن اجتماع ترامب مع البابا فرنسيس، المحطة الثالثة في جولة خارجية تستغرق تسعة أيام تنتهى يوم السبت، وتعد جزءً من جولته العالمية للديانات بعد اجتماعه مع قادة الدول الإسلامية في السعودية وزيارة الأماكن المقدسة في القدس.

ولكن في الوقت الذي كانت فيه محادثاته في السعودية وإسرائيل ودية في معظمها، فإن الاجتماع بين رئيس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وترامب، يمكن أن يكون أكثر مواجهة، ويمكن أن يوفر الاجتماع صورًا قوية للناخبين الكاثوليكيين فى الولايات المتحدة.

وقد اصطدم الرأيان العامان في كثير من الأحيان بالعالم فى وقت مبكر من العام الماضى عندما كان فرانسيس ينتقد بشدة حملة ترامب لبناء جدار لا يمكن اختراقه على الحدود المكسيكية وإعلانه أنه يتعين على الولايات المتحدة الابتعاد عن المهاجرين واللاجئين المسلمين، قائلًا: "الشخص الذي يفكر فقط في بناء الجدران، أينما كان، ليس مسيحيًا".

وكان البابا داعمًا صريحًا لمساعدة اللاجئين، ولا سيما أولئك الذين فروا من العنف في سورية، واعتبره "ضرورة أخلاقية" و"واجب مسيحي" للمساعدة، ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب لم يكن يومًا يسمح  بإهانته، وأنه لم يستثنى الرد على أفضل زعيم ديني في العالم، ودعى فرانسيس بـ"المشين" للتشكيك في إيمانه.

وحتى رسالة تهنئة البابا التي وجهها بمناسبة تنصيب الرئيس ترامب، احتوت على إشارة خبيثة إلى خلافها، كما كتب البابا أنه يأمل في أن يستمر قياس مكانة الولايات المتحدة الدولية قبل كل شيء بقلقها للفقراء، المحتاجين، ولم يكن ترامب يخطط في البداية للوقوف في روما خلال زيارته لأوروبا، التي رأى البعض في الفاتيكان كمشكلة،  عندما غير رأيه، ووصل الفاتيكان في الساعة 8:30 صباح يوم الأربعاء، يوم غير عادي ووقت مبكر على نحو غير عادي.

ورغم أن كلًا من ترامب وفرانسيس معروفان بعدم قابليتهما للتنبؤ، فإن الزيارات البابوية مع رؤساء الدول يتم ترتيبها بعناية من المسرح السياسي والديني الذي يتبع برنامجًا محددًا، مع مساحة صغيرة للانحراف أو مفاجآت غير مرغوب فيها، ويعد ترامب الرئيس الـ13 لزيارة الفاتيكان.

وفي الأيام الأخيرة، اتفق فرانسيس وترامب على ضرورة قيام قادة المسلمين بمزيد من الجهد ضد المتطرفين في مجتمعاتهم المحلية، وبعد الاجتماع، توجه ترامب إلى بروكسل لحضور قمة الناتو، تليها المحطة الأخيرة في جولته إلى قمة مجموعة السبعة في صقلية.