تاتسيانا خفيتسكو

نجحت تاتسيانا خفيتسكو في أن تتحدى الصعاب على الرغم من العقبات التي واجهتها، إذ ولدت من دون أرجل وبأربعة أصابع عام 1986 في بيلاروسيا بسبب تعرض والدتها أثناء الحمل، إلى الإشعاع الذري الذي ساد أوروبا الشرقية نتيجة كارثة انفجار المفاعل النووي "تشيرنوبل".

ووضعها والداها في دار للأيتام بسبب عدم قدرتهما على التعامل مع حالتها، وناضلت تاتسينا وتحدت الكثير من الصعاب لتصبح عداءة ولاعبة كمال أجسام تحظى بتقدير الآلاف من المشجعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأعادتها عائلتها إلى المنزل عندما بلغت الرابعة من عمرها، وبعد مرور تسعة أعوام اكتشفت تاتسيانا للمرة الأولى أن العائلة التي تبنتها هي نفسها التي تخلت عنها، بعد أن شاهدت صورة لوالدتها لودا وهي في عمرها وكانت تشبهها إلى حد كبير، وحينما واجهتها اعترفت على الفور أنها أمها، وأنها تخلت عنها عندما كانت طفلة، وأنها أعادتها بعد أربعة أعوام.

وأرسلت العداءة إلى مدرسة داخلية في بيلاروسيا للعيش مع أطفال معاقين مثلها، حيث اكتشفها فريق من الأطباء الأميركيين خلال وجودها في مؤسسة خيرية تهتم بالأطفال المعاقين، وكانت تبلغ من العمر 6 أعوام، وأخذوها إلى مدينة كانساس وجرى تركيب أطراف صناعية لها.

وظلت خفيستكو تتلقى سنوات الدراسة كل عام في بيلاروسيا ثم تسافر إلى الولايات المتحدة في الصيف وحدها لتتلقى العلاج، حيث احتضنتها ثلاث عائلات ما زالت على تواصل مع أفرادها حتى الآن.

وأحبت تاتسيانا أميركا باعتبارها المكان الذي منحها الاهتمام الإيجابي، في حين أنها كانت تتعرض إلى الحرج كلما حدق فيها الناس داخل وطنها، ولم تكن قادرة على ارتداء التنانير أو الفساتين.

واستطاعت في 2008 أن تنتقل إلى كسنساس نهائيا وتسجل في الجامعة، وسرعان ما تحول اهتمامها وشغفها إلى الركض، وتمكنت أن تجد شخصًا يتبرع لها بسيقان رياضية تساعدها على الجري. وبعد ثلاثة أشهر من تركيب الأطراف الجديدة، نافست في أول سباق لها لمسافة 5 كيلومترات، ومنذ ذلك الحين وهي تمارس رياضة الجري وكمال الأجسام.

وتعترف تاتسيانا بغضبها تجاه محدودية قدرة جسمها، وأنها أنفقت الكثير من الوقت لتأدية التدريبات الرياضية وحتى البسيطة منها، وتتمنى أحيانا لو أنها كانت مختلفة، ولكنها قررت مواجهة الصعاب، لتفعل دائمًا ما تحب.