القاهرة ـ سلوى اللوباني
تتولى سيدة الأعمال السعودية ناديا الدوسري رئاسة مجلس إدارة شركة "السيل الشرقية للحديد والصلب"، وهي المرأة السعودية الأولى التي تترشح لانتخابات الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية، و عضو فعال في مبادرة كلينتون العالمية، كما حصلت على جائزة التفوق على مستوى الشرق الأوسط من شركة "ارنست اند يونغ"، والتي اعتبرت شركتها نموذجا لتحفيز الاقتصاد الوطني، وهي المرأة الوحيدة بين عدد من رجال الأعمال الذين حصلوا على الجائزة، و تقول ناديا في حديثها إلى "العرب اليوم" تعليقًا على لعب الصدفة دورًا مهمًا في وجودها في ساحة العمل " الصدفة هي ما نحس به نحن البشر نحو الأمور غير المخطط لها مسبقًا، ما أعنيه بالصدفة هو توافق رغباتي الشخصية مع مجريات الأحداث وترتيبها لتخدمني، الصدفة هي أن أرغب في العمل فتأتيني وظيفة حسب إحساسي، مثل وظيفتي الأولى التي جاءت مع طاقم أجنبي على مستوى عال من الخبرة، والصدفة الثانية هي رغبتي في الدخول معترك العمل الحر فتترتب الأحداث لكي أكون شريكة لشركة عملاقة عائلية". وبشأن علاقتها مع العمال باعتبارها شريك في شركة "السيل الشرقية المحدودة"، و دورها في تفاصيل العمل مثل الحديد والتدوير، و اختيارها هذا المجال ( كسيدة) قالت ناديا لـ"العرب اليوم " : " بدأت عملي من أول السلم الوظيفي، موظفة أدارة عادية، وتوالت 5 سنوات بعدها كي أصبح أمام إدارة الشركة كلها بعد حادث شريكي المؤسف، و عملي اليوم هو ما كنت أتخيله طوال حياتي أن أدير بمزاج عال التخيل ومن ثم التخطيط، وبعده الحماس العالي في التنفيذ هو مزاجي العام في العمل، وأحب أن أتخيل أن الموظفين من حولي يتراقصون على نفس النغمة ، وطبيعي جدًا أن أكون مسؤولة عن التفاصيل الدقيقة للعمل، ولكن الأكثر أهمية أن أراقب التفاصيل التي لها أكبر تأثير في سير العمل والعمال، و الحياة لا تفرق بين سيدة ورجل، الحياة تتناغم مع الموهبة والخبرة والمزاج العالي، لذلك لا أجده غريبًا كسيدة أن أختار هذا المجال". وعن الصعوبات التي واجهتها كسيدة سعودية في تحقيق طموحاتها وانجازاتها أضافت ناديا " بعد الكثير من الخبرة في الحياة، وقراءاتي في التاريخ والفلسفة والسير الذاتية أؤمن بقوة أن الحياة مثل لعبة "مونوبولي" سريعة ومتقلبة، فلا يوجد فيها استقرار دائم، ولأنها لعبة فالصعوبات جزء من نسيجها، ولا أحد يستطيع أن يحدد شروطها دون الدخول في "مهاترات"، من الأفضل ان نكون مثل سمك النهر، نسبح مع التيار وضد الأحجار، ندرب عضلاتنا على المناورة، وجسدنا على الانزلاق، إذا استطعنا ذلك فلم لا نضحك ونستمتع ؟" وتعتبر ناديا الدوسري صاحبة المشروع البيئي الأول الذي تبدأه سيدة سعودية على مستوى صناعي، و تحدثت ناديا إلى "العرب اليوم" قائلة " المشروع البيئي من صميم شركتنا، جئت فقط كي أضع خطوطًا حمراء على مدى أهميته، تدوير سكراب الحديد والمخلفات، و هو مشروع بيئي يخدم كوكب الأرض ومصادره المهمة، وكل ما فعلته تنظيم العمل بحيث تصبح أدق التفاصيل مهمة، كما استوردت من أوروبا أنظمة الحفاظ على البيئة الصارمة". أما عن مدى تأثيرها في المشاركة في الحوار الوطني قالت ناديا " شاركت في الحوار الوطني 3 مرات، وتشرفت بلقاء خادم الحرمين الشريفين شخصيًا، أعتز بذلك جدًا، فهو الداعم الأول الحقيقي لتقدم المرأة السعودية،و الهدف كان ولا زال مثل هدفي في المشاركة في انتخابات غرفة الشرقية الأولى للنساء العام 2006 م وهو تشجيع باقي السيدات على المشاركة، وأنا سعيدة اليوم أن أرى أسماء ووجوه لسيدات شابات يشاركن في كل المجالات". وتضيف ناديا " و مشاركتي في عضوية مبادرة كلينتون خطوة عملاقة في مشواري، والسبب أنني لم أسع لها أبدًا، بل أن مجموعة الرئيس السابق كلينتون هي من رشحتني، وأنا فخورة بذلك جدا، والهدف من المجموعة التي تضم أسماء كبيرة مثل "بيل جيتس" و"وارين بوفيت" وتجمع عقولا جبارة لإدارة مشاريع بيئية وإنسانية وغيرها" . وفي الختام عبرت عن رأيها في ثورات الربيع العربي قائلة "أنا من أنصار غاندي في التصدي للظلم، لا أؤمن بالعنف ولا حتى المقاومة دون هدف واضح. عادة تقوم الثورات عندما تصل الشعوب إلى طريق مسدود ولكن للأسف استغلت من جهات أخرى وهنا أصبحت مثل من أشعل فتيل وقود ولا يعلم كيف يخمده".