القاهرة - العرب اليوم
يكاد كلّ ثنائي يعيش إعصار العلاقات الانسانية بحلوها ومرّها، إذ تتأرجح العلاقة العاطفية بين الاختلاف والوفاق والشجار ومن ثمّ المصالحة بسرعة لا يتوقّعها ولا يتقبّلها الاّ من يعيش حالة الحبّ. فما هي إذاً حسنات الحفاظ على أسرارها بوضع القناع الايجابي أمام الآخرين مهما كانوا مقرّبين منا؟
لتعريف مفهوم القناع الايجابي، بكلمات مختصرة ومقتضبة هو أن يعمد الثنائي الى تجاوز الخلافات التي تجمع بين طرفيه أمام الناس والتصرّف بشكل طبيعي وديبلوماسي، وأن يحرص الرجل والمرأة الى إخفاء رغبتهما بتمرير الرسائل الكلامية أو إشراك الموجودين بالعقبات التي تعترض سبيلهما وهو أمر طبيعي يواجهه كلّ ثنائي على إعتبار أن لكلّ شخص بينهما خلفياته الثقافية والاجتماعية والعائلية والأمور التي تستفزّه والأخرى التي تخرجه عن طوره وتجرحه مهما تقاربت شخصيتيهما.
من أهمّ حسنات ضبط النفس أمام الآخرين، هو أنّ الحبّ فعلاً كفيل بخلق الأعذار والتبريرات، ومن دونه لانفصل كلّ اثنين بعد أول شجار نشب بينهما وأوّل جُرح تسبب به شخص للآخر، فكون الأهل والأصدقاء والموجودين بينكما ليسوا مغرمين بطبيعة الحال بك أو بشريكك، فلن ينسوا أبداً أية كلمة قالهما أحدكما للآخر وسينحازوا لك أو لحبيبك بحسب صلة القرابة التي تربطهم بكم، إضافةً الى اتّخاذهم موقفاً شخصياً نحوكما على اعتبار أنّكما لم تحترموا وجودهم خلال شجاركما هذا.
في ناحية أخرى، فإنّ الحفاظ على أسرار العلاقة بكبواتها ونجاحاتها أساس استمرارها وحمايتها من أسئلة الناس وتدخلاتهم حتّى ولو كنت حسنة النية، لأنّ الله خلق الثنائي من دون ثالث بينهما، كون التدخل بين اثنين مغرمين مهما أثمر نجاحاً كبيراً سيترك أثراً سلبياً من سوء في نقل الكلام ولن ينجح ايضاح النوايا الحقيقية لطرفي الثنائي.