مقر MI6 في لندن
لندن ـ سامر شهاب
ذكرت تقارير صحافية أن وكالات الاستخبارات البريطانية بما فيها "إم آي 6 " و "إم آي 5 " ، قد فرضت حظرا على استخدام أجهزة كومبيوتر من طراز "لينوفو" التي تقوم شركة صينية بتصنيعها، بسبب مخاوف من أن تكون هذه الأجهزة قد تم تصنيعها على نحو لا يمكن تغييره لتكون قابلة للاختراق غير القانوني ويسهل على
"الهاكرز" اختراقها.
المعروف أن الشركة التكنولوجية المصنعة لهذه الأجهزة هي أكبر شركات إنتاج أجهزة الكومبيوتر في العالم، كما أنها تحظى بدعم الدولة الصينية. وتزعم تقارير أن كلا من جهاز الاستخبارات البريطانية "إم آي 5 " وهيئة الاتصالات الحكومية البريطانية قد أجريا اختبارات كشفت عن وجود تعديلات في دوائر تلك الأجهزة على نحو يمكن أن يسمح باختراقها دون علم أصحاب هذه الأجهزة.
وقد أدى ذلك الكشف، إلى صدور أوامر الحظر المكتوبة داخل التحالف المعروف باسم "العيون الخمسة"، والذي يضم وكالات مكافحة التجسس في كل من بريطانيا وأميركا واستراليا وكندا ونيوزيلندا، بما فيها وكالة الأمن القومي الأميركي.
لكن شركة "لينوفو" أعربت عن دهشتها عن تلك الخطوة ونفت تلك الادعاءات" وقالت "أن أجهزتها تخلو من مثل هذه العيوب".
يذكر أن "لينوفو" هي الشركة الثانية التي ترتبط بعلاقة مع الدولة الصينية، وتدور حولها مخاوف مشابهة. فقد أشارت تقارير صحافية إلى ادعاءات مماثلة ضد شركة "هواوي تكنولوجيز". وقالت "أن الشركة خسرت صفقة "برودباند" بقيمة 24 مليار جنيه في استراليا بسبب فرض حظر على دخولها المنافسة على تلك الصفقة بسبب تلك المخاوف.
وقد رفضت هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية، وأي من وكالات الاستخبارات البريطانية، التعليق على التقارير الخاصة بأجهزة "لينوفو" التي يقال "أنها تتعرض لمقاطعة منذ منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة"، بان اكتشفت معامل بريطانية وغير بريطانية سهولة اختراق المكونات "الهاردوير" الصلبة لتلك الأجهزة، ووجود صلة بين مكونات "الهاردوير" بالجهاز وبين برامج "السوفت وير" ووجود أبواب خلفية في الشرائح التي يستخدمها جهاز لينوفو تسمح بالتحكم فيه عن بعد.
ونتيجة لذلك، امتنعت سلسلة من أجهزة الاستخبارات مثل "السي آي إيه" و "إم آي 5 " عن استخدام أجهزة "لينوفو" في شبكاتها السرية وشبكات الأسرار العليا، وذلك على الرغم من أن هناك عدداً من الهيئات الحكومية العامة التي تستخدم أجهزة لينوفو في الأعمال غير السرية التي لا تحتوي على بيانات حساسة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت عام 2006 عن رفضها استخدام شحنة من 16 ألف كومبيوتر "لينوفو" لدواع أمنية.
ومن شأن هذا الحظر أن يؤدي إلى تجدد الجدل حول ما إذا كانت الدوافع وراء ذلك الحظر لها ما يبررها، أم أنها لأسباب تجارية والنعرة القومية بسبب رخص سعر الأجهزة الصينية.