لندن ـ العرب اليوم
اقترب عام 2012 من نهايته وأثمرت خلاله جهود علماء بالفيزياء والطب والجغرافيا والتاريخ والفلك باكتشافات وانجازات مذهلة ألقت الضوء عما خفي على البشر حتى الآن. اكتشاف الجزيئة الإلهية ''بوزون هيغس'': كان الحدث العلمي الأهم في الثالث من تموز عندما أعلنت مجموعة علماء في مركز أبحاث مسرع الجزيئات الدولي في سويسرا عن اكتشاف ما صار يعرف بالجزيء الإلهي كونه الجزء الأساسي الدقيق المكون للمادة والذي لم يثبت حتى الآن وجوده وفق النظرية السائدة للفيزياء، وهو آخر وأدق جزء، يتم اكتشافه من ضمن الجزيئات السبع عشرة المكونة للمادة. وشكل البحث عن هذه البوزونات أحد الأسباب الرئيسية لإقامة مسرع الجزيئات الدولي العملاق في ضواحي جنيف بسويسرا، والذي يشترك بالعمل فيه علماء من خمسين دولة في العالم. هبوط '' كيوريوستي'' على أرض المريخ: هبطت مسبار ''كيوريوستي'' على سطح المريخ صباح السادس من أغسطس /آب العام الجاري، لتنجح القفزة العلمية المنتظرة منذ عام 2004 لمشروع أبحاث كلف ما يقارب 2.5 مليار دولار، وتكون نقطة التحول من الأبحاث النظرية الى مرحلة عملية توجت بهبوط سليم وناجح على سطح كوكب المريخ بعد رحلة دامت ثمانية أشهر لمركبة ''كيوريوستي'' أي ''لفضول'' التي تقارب سيارة صغيرة في حجمها ويبلغ وزنها 900 كيلوغراما.و أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية ''ناسا'' عن استقبال صورتين من الكوكب الأحمر حيث ستقضي ''كيوريستي'' عاما مريخيا يكافئ 687 يوماً أرضياً بحثاً عن علامات وجود الحياة. الولوج لأعماق بحيرة ''فوستوك'' المتجمدة بالقطب الجنوبي: عثر العلماء الروس على بحيرة مائية معزولة بطبقة من الجليد عن هواء المجال الجوي منذ ملايين السني بعد عمليات حفر دامت ثلاثين عاما، وبعد تحليل عينات المياه المجمدة، التي تم أخذها من بحيرة ''فوستوك'' في المحيط المتجمد الجنوبي، عثرت ذرات ذهب تصل نسبتها إلى 80 بالمائة من العينة. فك الشيفرة البشرية: كشفت مجموعة من خبراء علم الوراثة أن القسم الأكبر من الشيفرة الجنينية البشرية، التي اعتبرت سابقا غير وظيفية، هي في الواقع عاملة ونشطة، وذلك بعد أن حصل العلماء على أدق مخطط في التاريخ للجينوم لدى البشر، مفسرين حوالي 100 بالمئة من شيفرة سلسلة الحمض النووي في الخلية البشرية.وقام أكثر من 400 أخصائي من 32 مختبرا دوليا بتحليل ما يقارب 3 مليارات زوج من ''دي إن اي'' منذ العام 2007، وحصلوا على ما يسمى ''موسوعة دي إن أي'' (إنكود)، وتمكن العلماء من تحليل 3 مليارات زوج من الشيفرة الوراثية، المكونة للحمض النووي لدى الإنسان. نوع جديد من البشر: عندما بين علماء ''الأنثروبولوجيا'' والمختصون بنظرية التطور البشري أن آخر ما وجدوه من عظام متحجرة تعود لنوع بشري ثالث كان يقطن في إفريقيا في مرحلة تاريخية ممتدة من 1.72 إلى 1.95 مليون عام.ليظهر نوع بشري مختلف عن النوعين المعروفين حتى الآن، واعتبرهما العلماء أصل البشرية جمعاء حيث يدعى النوع الأول'' هوموايريكتوس'' أي الإنسان الذي مشى على قدمين، والنوع الثاني يدعى ''هومو ايبيليس''، أما النوع الجديد فيدعى ''رودو لفينزس''. وألقت هذه العظام الضوء على أجداد البشرية الذين بقوا مجهولين لأكثر من 1.7 مليون عام، فما وجد منذ 40 عاما، لم يكن كافيا للبت بوجود نوع ثالث وهذا ما حسمته عظام الجمجمة. اكتشاف قمر جديد لكوكب بلوتو: تمكن علماء ناسا الفلكيون من رؤية أصغر قمر تابع لكوكب بلوتو باستخدام تلسكوب ''هابل'' في شهر تموز من هذا العام، وهو القمر الخامس والمدعو ''P5'' ويبلغ قطره من 15 الى 24 كيلومتر. ايجاد الجليد على سطح ميركوري: وجد المسبار الأمريكي ''مسينجر'' جليداً في أعماق فوهات بركانية هامدة على سطع كوكب عطارد، باستخدام أحدث التقنيات المعالجة للصور عن طريق الليزر. اكتشاف كوكب كتلته تساوي الأرض: أعلن علماء من المرصد الأوروبي الجنوبي في منتصف شهر تشرين الأول عن اكتشافهم بعد رصد دام أربع سنوات وهو وكب كتلته تعادل 1.13من كتلة كوكبنا الأرض، وهو موجود في أقرب مجموعة من مجموعتنا الشمسية والتي تدعى باسم نجمها ''ألفا تسينتافرا'' المكونة من ثلاث نجوم، و إحداها شبيه جدا بالشمس ويدور الكوكب المكتشف حوله، الا أن قرب هذا الكوكب من نجمه يجعله غير مؤهلا للحياة على سطحه. رصد ضوء أقدم نجوم المجرة: تمكن علماء فلكيون من رصد أول أثار للضوء القادم من أقدم نجوم الكون باستخدام تلسكوب ''فيرمي'' المدعو اشعاع المجرة الخارجي. ويصعب التقاط آثار الانفجار المعاصر لتشكل النجوم الأولى بسبب طغيان توهج النجوم الحديثة عليه. أدق قياس لتسارع توسع الكون المستمر: قدم العلماء الفلكيون العاملون مع تلسكوب ''سبيتير'' أدق قياس ''هابل'' في التاريخ، وهو قياس لمدى التوسع الكوني في الفضاء، ويستخدم هذا المعيار لتقدير عمر الكون.وتمكن التلسكوب من تحسين دقة القياس ثلاثة مرات تقريبا مخفضا الارتياب بالقياسات المعتمدة إلى نسبة 3%،ما يعتبر قفزة علمية عملاقة.