الجزائر ـ وكالات
صنّف تقرير أمريكي حول الطاقة صادر عن وكالة ”يو أس اينرجي انفورميشن”، الجزائر ضمن الدول أكثر توفرا على غاز ”الشيست” في العالم، مبرزا أن الجزائر تتعادل مع الولايات المتحدة في كمية الغاز الصخري التي تتوفر عليه وهو ما سيجعلها خلال فترة قصيرة تتحول إلى منافس كبير لأمريكا في هذا المجال رغم نقص الخبرة والإمكانيات الضرورية في الجزائر لاستغلاله، في حين يعمل التقرير على دفع الجزائر إلى استغلال هذا الغاز لتأمين أوروبا من أزمة الغاز الروسي. وأوضح التقرير الذي اطلعت ”الفجر” عليه بصورة دقيقة جدا المناطق التي تتوفر على غاز ”الشيست” في الجزائر، من بينها ولايات الجنوب الشرقي على غرار إليزي، عين أميناس، وادي سوف، بسكرة، منطقة الهضاب العليا وولاية تندوف بأقصى الجنوب الغربي. واحتلت الجزائر المراتب الأولى من حيث توفرها على الغاز الصخري، حيث صنفها ذات التقرير ضمن الدول الأكثر توفرا على أحواض غاز ”الشيست”، حيث اعتمد التقرير في دراسته على عدة وثائق وبيانات لمعاهد أمريكية ودولية كمجلة ”فوربس” الأمريكية وتقارير اقتصادية منجزة من قبل شركات بارزة مثل ”برايس ووترهاوس كوبرز” و”ارنست ويونغ”. تضمن التقرير الصادر عن المعهد الأمريكي أيضا تقييم الأثر البيئي المنجز من قبل لجنة الطاقة والمناخ التابعة للبرلمان البريطاني وقيم التقرير 48 حوضا للغاز الصخري في 32 دولة، واستعرض الوضع الحالي لاستغلاله، هذا التقرير الذي يسمى ”تنمية الغاز الصخري” والذي نشره موقع ”كولكتيف انرجي” أمس الأول حيث اعتبر أن الجزائر في الطليعة القائمة للدول المتوفرة على الغاز الصخري حيث ذكر بشكل واضح ودقيق المناطق الجزائرية التي تتوفر على أحواض للغاز الصخري حيث بينت الخريطة المرفقة أن الغاز الصخري يتواجد بكثرة في منطقة الهضاب العليا، وادي سوف، بسكرة، إليزي وولاية تيندوف بأقصى الجنوب الغربي. وذكرت التقارير الأخيرة حول الطاقة، أن أوروبا تستورد ثلث احتياجاتها من الغاز من روسيا في حين أكد التقرير أن استغلال الجزائر لإمكانياتها في الغاز الصخري سيكون كمحاولة لفك السيطرة التي تفرضها شركات الغاز الروسية وكرد فعل على ارتفاع أسعار الغاز التي تتقاضاها شركة ”غازبروم” الروسية، حيث يرى التقرير أن استغلال الجزائر لاحتياطات الغاز الصخري بمساعدة من الدول المتطورة والتي لها خبرة في هذا المجال سيكون محاولة لتقليل اعتماد أوروبا وخاصة دول الاتحاد الأوروبي على احتياطات الغاز الطبيعي من روسيا. ومن جهتها، قدرت دراسات فرنسية المخزون الجزائري من الغاز غير التقليدي الذي يزيد عن 17 ألف مليار متر مكعب، وهو ما يعتبر إغراء للدول الأوروبية خاصة فرنسا، في حين توقعت هيئة المراقبة المتوسطية للمحروقات أن يرتفع حجم النفط المستخرج في حال استغلال الجزائر للغاز الصخري إلى 160 مليار متر مكعب في السنة، أما نسبة الصادرات فستصل إلى 110 مليار متر مكعب، خاصة أنه حسب الخبراء الاقتصاديين ستكون للجزائر مكانة كبيرة في تزويد أوروبا بالغاز خلال الأعوام المقبلة نظرا لما تحتويه من مخزون كبير للغاز الصخري. وتناول التقرير تصريحات وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، الذي أشار إلى إن احتياطيات الجزائر من الغاز الصخري هي مساوية لتلك التي للولايات المتحدة. هذا وكانت قد وقعت شركة الطاقة الحكومية الجزائرية، سوناطراك، اتفاقية تعاون مع شركة إيني الإيطالية، لتطوير الغاز غير التقليدي في الجزائر، مع التركيز بشكل خاص على الغاز الصخري، وذكر يوسفي في وقت سابق أن قطاعه بصدد التحضير لإطلاق تجربة نموذجية في هذا المجال من أجل التنقيب عن الغاز الصخري وأن ذلك يجب أن يتم أولا بالعمل على تقييم هذا الاحتياط الطبيعي والبحث عن الإمكانيات الناجعة لحسن استغلاله”، مشيرا في ذات الصدد، ”أنه لا ينبغي التسرع في هذه العملية التي تتطلب أساسا استخدام تكنولوجيات وتقنيات متطورة ومعرفة دقيقة حول التكاليف والتأثيرات على الصعيدين الجيولوجي والبيئي”. سارة نوي