أكدت مصادر حسنة الاطلاع من وزارة الطاقة والمناجم أن السلطات العمومية ستتجه نحو الاستفادة من الخبرة الأميركية بدل الفرنسية في مجال إنتاج الغاز الصخري في الجزائر، كمصدر بديل للحصول على الطاقة عوضا طرق الإنتاج التقليدية المستخرجة من المواد النفطية. تعوّل السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة الطاقة والمناجم على الخبرة الأمريكية والمؤسسات النفطية الرائدة في تجربة استخراج الطاقة من الغاز الصخري، بمقابل التحذيرات التي يصر الخبراء والمختصون على إطلاقها في كل مناسبة عن المخاطر المرتبطة باستغلال هذا النوع من المصادر غير التقليدية، التي من شنها تهديد البيئة والمياه الجوفية. ولا تستبعد الجهات المسؤولة عن قطاع الطاقة المضي قريبا في إنتاج الطاقة انطلاقا من الغاز الصخري، من أجل الاستفادة من الاحتياطي الذي يتوفر عليه المخزون الجزائري من الغاز غير التقليدي، إذ يقدّر بحوالي 17 ألف مليار متر مكعب، وهو ما يعادل أربع مرات حجم الاحتياطات الغازية العادية، الأمر الذي يجعل الحكومة تصر على المحاولة الاستثمار في هذا المجال، لاسيما وسط الأصوات التي ترتفع بشأن تعرض المخزون الوطني من الطاقة النفطية إلى الاستنزاف والنفاذ مع مرور الزمن باعتبارها احد المصادر غير المتجددة. وتؤكد هذه التوجهات التصريحات الأخيرة التي صدرت عن وزيرة البيئة والتنمية المستدامة دالفين باتو، حين قالت إن الحكومة والمؤسسات الفرنسية لن تساهم في استكشاف واستغلال الغاز الصخري في الجزائر، على أنها ستكتفي باستيراده من الجزائر ضمن العقود التي تربطها بها بعد تطويره، وهو التصريح الذي ينفي ما أعلن عنه وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، مؤخرا، والذي تضمن التأكيد بأن باريس ستساهم في استكشاف وتطوير هذه المادة في الجزائر.