قال رئيس الوفد السوداني للمفاوضات إن نفط الجنوب سيصدر عبر أراضي بلاده بعد أسبوعين بناء على الاتفاق الذي أبرم فجر اليوم بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا. ووقع وفدا السودان وجنوب السودان للتفاوض، فجر اليوم على جدول زمني لتنفيذ اتفاقيات التعاون التسع بينهما التي تم التوقيع عليها في سبتمبر/ أيلول 2012. وأضاف إدريس عبد القادر رئيس الوفد السوداني في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم فور عودته من أديس مساء اليوم أن البنود التي تم الاتفاق عليها حددت تواقيت وآليات لإنفاذ الاتفاقيات التسع الموقعة بين البلدين منذ سبتمبر/ أيلول الماضي ولفت إلى أن تنفيذ الاتفاقيات سيكون بالتزامن والتنسيق مع جوبا. وأوضح عبد القادر أنه الجانبين اتفقا على اعتبار أمس الأول هو موعد بدء تنفيذ الاتفاقيات وهو ما يعني أن نفط الجنوب سيصدر عبر أراضي السودان بعد أسبوعين. وأوقف جنوب السودان الذي لا يمتلك منفذ بحري إنتاجه النفطي ( 350 الف برميل يوميا ) في يناير/ كانون ثاني 2012 بسبب خلافه مع الخرطوم حول رسوم النقل والتكرير والتصدير، لكن الطرفين اتفقا في سبتمبر/ أيلول الماضي على رسم ما بين 9 – 11 دولارا للبرميل الواحد حسب الحقل المنتج منه، فضلا عن 3 مليار و28 مليون دولار تدفعها جوبا للخرطوم لتعويضها عن خسارتها لحقول النفط بواقع 15 دولار عن أي برميل نفط لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة. واستحوذ الجنوب بعد انفصاله في يوليو/ تموز عام  2011 على 75 % من حقول النفط بينما استحوذ الشمال على البنية التحتية اللازمة لنقل النفط وتكريره وتصديره. وكانت عائدات النفط تساهم بأكثر من 50% من موارد الموازنة العامة للسودان وتمثل المصدر الأساسي لتوفير العملة الصعبة لتغطية الواردات . ويمثل النفط 98% من إيرادات دولة جنوب السودان الذي يعتمد منذ يناير/ كانون ثاني  2012 على الدول المانحة لتغطية نفقاته. ووصف رئيس وفد الخرطوم البنود بأنها تمهد الطريق للجوار الآمن والسلام المستدام بين البلدين لتكونا قادرتين على النمو والازدهار . وأكد على التزام حكومته بالاتفاق نصا وروحا حتى يتقدم التعاون بين البلدين من الحسن إلى الأحسن في كل المجالات. ونبه عبد القادر إلى أن اللجنة السياسية الأمنية المشتركة ستجتمع في أديس ابابا يوم 17 مارس/ أذار الحالي حيث تناقش تقارير الطرفين حول إنفاذ الاتفاقيات بجانب تقرير من قائد قوات حفظ السلام الأممية بمنطقة أبيي حول تشكيل وأداء آلية الرقابة للمنطقة المنزوعة السلاح والتي تعمل تحت إشرافه. وقال إن الاتفاق نص على أن تكون مدينة كادقلي بولاية جنوب كردفان السودانية وهي ولاية على الحدود مع الجنوب مقرا مؤقتا لآلية الرقابة على أن تنقل لاحقا إلى منطقة أبيي حيث مقر قوات حفظ السلام الأممية لكنه لم يحدد موعدا قاطعا لذلك. ولفت إلى أن حكومته تؤمن بأن الحدود يجب أن لا تفصل عرى التواصل بين الشعبين ومصالحهما خصوصا المجموعات السكانية على الحدود.