جمع الأسبوع الماضي الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف في قصره الرئاسي في العاصمة التركمانية عشق أباد مع زعماء دول المنطقة، في لقاء ظهر أنه جاء احتفالا بعيد النيروز، إلا أن الحديث حول صفقات خطوط أنابيب الغاز كان محط اهتمامه أكثر من القفز فوق النار بحسب التقاليد الزرداشتية، على حد قوله. جمع الأسبوع الماضي الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف في قصره الرئاسي في العاصمة التركمانية عشق أباد مع زعماء دول المنطقة، في لقاء ظهر أنه جاء احتفالا بعيد النيروز، إلا  أن الحديث حول صفقات خطوط أنابيب الغاز كان محط اهتمامه أكثر من القفز فوق النار بحسب التقاليد الزرداشتية، على حد قوله. استانة – باسل الحاج جاسم وكان الإعلان الأكبر الذي سبق لقاء قادة أفغانستان، إيران، باكستان، طاجيكستان وتركمانستان هو المذكرة حول بناء خط سكك حديدية يربط تركمانستان وأفغانستان وطاجيكستان، والذي مازال يحتاج الى التمويل، هذا الخط الذي سيمكن طاجيكستان من كسر عزلتها القسرية، التي فرضتها عليها سياسات أوزبكستان. لكن المسالة الأكثر إلحاحا بالنسبة للرئيس التركماني بيردي محمدوف، هي بناء طرق بديلة لتصدير الغاز من تركمانستان التي تعتبر أنها تمتلك رابع أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وقريبا ستدخل حيز التشغيل حقول غاز جديدة، بحسب ما اعلنه بيردي محمدوف هذا الشهر. وتخطط تركمانستان في حزيران/يونيو المقبل، لبدء استخراج الغاز من حقل كالغونوش، ثاني أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، والواقع جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع أفغانستان. وتقدر بعض الاحصائيات احتياطي هذا الحقل ما بين 13.1 إلى 21.2 تريليون متر مكعب من الغاز. ونظرا للبدء في دخول حقل الغاز العملاق هذا حيز التشغيل، فإن الرئيس التركماني مهتم بالبحث عن طرق جديدة لتصدير الغاز، وتصدر تركمانستان الغاز إلى روسيا والصين وإيران، وعلى وجه الخصوص، وضعت عشق أباد وبكين خط أنابيب للغاز بمسافة 1800 كم عبر أراضي أوزبكستان وكازاخستان، والذي تم إطلاقه عام 2009. وأعلن كاك اغلدي عبدو الايف، رئيس الشركة الوطنية للغاز "تركمان غاز"، أن تركمانستان في الوقت الراهن تزود الصين بـ20 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ووقعت بكين وعشق أباد العام الماضي اتفاقا لزيادة حجم التصدير إلى 65 مليار متر مكعب من الغاز في السنة، وفي 27 آذار/مارس الجاري نقلت "رويترز" عن مسؤول تركماني لم تذكر اسمه أن بلاده تخطط هذا العام لاستخراج 76.9 مليار متر مكعب من الغاز، وستصدر منها 43.9 مليار متر مكعب. وانخفضت في السنوات الاخيرة مشتريات شركة "غاز بروم" الروسية من الغاز التركماني لإمداده إلى أوروبا. وبحسب شركة "غاز بروم" انخفض حجم مشترياتها من الغاز التركماني من 42.3  مليار متر مكعب عام 2008 الى 10.7 متر مكعب عام 2010. واضطرت تركمانستان إلى خفض إنتاجها من الغاز من 66.1 مليار متر مكعب عام 2008 إلى 42.4 مليار متر مكعب عام 2010. ودعمت تركمانستان بقوة العام الماضي مشروع بناء خط الأنابيب تركمانستان – أفغانستان - باكستان - الهند، والذي تؤيده بحماس الولايات المتحدة الأمريكية. وسيبلغ طول خط الأنابيب هذا 1700 كلم، ومن المتوقع أن يكلف 7.8 مليار دولار، على أن يزود الدول الثلاث المذكورة بـ 33 مليار متر مكعب من الغاز التركماني سنويا، 14 مليار متر مكعب لكل من الهند وباكستان، و5 مليارات متر مكعب لأفغانستان. وترى واشنطن في هذا الخط بديلا لخط أنابيب الغاز الذي أطلق مؤخرا بين إيران وباكستان، وأكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري خلال زيارته الأخيرة الى عشق أباد، على أهمية تركمانستان في تلبية الاحتياجات المتزايدة لبلاده من الطاقة، وقدم بالمقابل تأمين ممرات الوصول إلى الموانئ البحرية. وبحسب بعض المراقبين، فإن الصين تخشى منافسة خط أنابيب الغاز تركمانستان - أفغانستان - باكستان - الهند على الرغم من امتلاكها خط لأنابيب الغاز من آسيا الوسطى، وأن الخط المذكور أعلاه قد يعطل خططها لاستحواذ المزيد من موارد الطاقة في آسيا الوسطى. وفي منتصف العام الماضي وخلال اجتماع للرئيسين الأفغاني حامد كرازي ونظيره الصيني هو جينتاو في بكين، ناقشا بناء خط أنابيب جديد من شمال أفغانستان عبر طاجيكستان إلى الصين.