قالت الخدمة الإخبارية لوزارة الطاقة الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إن إيران وقعت مذكرة تفاهم أمس الاثنين لتصدير الغاز إلى سلطنة عمان بدءا من عام 2015 وذلك فى اتفاق مدته 25 عاما وقيمته نحو 60 مليار دولار. كانت عمان العطشى للطاقة اتفقت على شراء الغاز من إيران فى 2005 وتضمنت مسودة اتفاق أبرمت بعد ذلك فى 2007 خططا لقيام عمان بمعالجة الغاز الإيرانى للتصدير فى صورة غاز طبيعى مسال. لكن الطرفين لم يتفقا على الشروط النهائية وتفيد برقيات للسفارة الأمريكية سربها موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة ضغطت على عمان لشراء الوقود من مصادر أخرى مثل قطر. وبدأت عمان التى تربطها بإيران علاقات أدفأ من سائر دول الخليج العربية استيراد الغاز القطرى فى 2007 لكن الطلب يرتفع ارتفاعا سريعا منذ ذلك الحين مما يهدد صادراتها من الغاز المسال ويدفع مسقط للعودة إلى طاولة التفاوض مع طهران. وقال موقع وزارة النفط الإيرانية على الانترنت إن مذكرة التفاهم الأخيرة التى وقعها وزير الطاقة الإيرانى الجديد بيجان زنجانه مع نظيره العمانى محمد بن حمد الرمحى تشمل اتفاقا على بدء مد خط أنابيب لنقل الغاز إلى عمان فى أسرع وقت ممكن. ونقل الموقع عن زنجانه قوله بعد مراسم التوقيع التى جرت يوم الاثنين خلال زيارة إلى طهران قام بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان "يمكن أن نبدأ تنفيذ المشروع لأن كبار المسئولين التنفيذيين فى البلدين يصرون على تنفيذه فى أقرب ما يمكن”. وبحسب أحدث إحصاءات من بى.بى تملك إيران أضخم احتياطيات من الغاز فى العالم لكنها غير قادرة على تصدير جزء كبير منها بسبب العقوبات الغربية التى تكبح طموحاتها فى مجال تصدير الغاز المسال. وتستطيع المحطات العمانية إنتاج 10.4 مليون طن من الغاز المسال سنويا لكن إنتاجها لم يتجاوز 8.8 مليون فى السنوات الخمس الأخيرة وتراجع إلى 8.4 مليون فى 2012 حسبما يفيد أحدث تقرير سنوى من الشركة العمانية للغاز الطبيعى المسال. وتقول نسخة من اتفاق 2007 الموقع بين البلدين إنه إلى جانب استيراد مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز من إيران للاستهلاك المحلى ستخصص عمان مليونى طن مترى سنويا من الطاقة الإنتاجية غير المستغلة فى محطة الشركة العمانية للغاز المسال لمعالجة الغاز الإيرانى للتصدير، وبحسب برقية سربها ويكيليكس حصلت السفارة الأمريكية فى مسقط على نسخة الاتفاق. ومن المستبعد أن يوافق المساهمان الأوروبيان الكبيران- شل وتوتال- على تسييل الغاز الإيرانى فى وقت يفرض فيه الاتحاد الأوروبى عقوبات على طهران لكن استيراد الغاز الإيرانى للاستهلاك المحلى يمكن أن يتيح مزيدا من الوقود العمانى لتغذية منشآت تصدير الغاز المسال القائمة. وإضافة إلى ضغوط العقوبات الأمريكية فقد يتوقف مدى تحمس عمان لبناء خط أنابيب مع إيران على ما إذا كانت ستتوصل إلى اتفاق مع بى.بى لتطوير مشروع خزان للغاز المحكم والذى سيضخ نحو مليار قدم مكعبة يوميا بحلول عام 2018.