أريحا ـ وفا
إنطلقت في مقام النبي موسى في محافظة أريحا، اليوم الجمعة، فعاليات موسم النبي موسى السنوي، برعاية الرئيس محمود عباس، وبالشراكة بين عدد من الوزرات والمؤسسات، ودعم من وكالة التعاون والتنسيق التركي 'تيكا'.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول عروضًا لفرق دينية وكشفية، وانطلاق مسيرة البيارق بمشاركة فرق كشافة صوفية وبيارق، بالإضافة إلى فقرة أناشيد دينية والتجوال في الموقع وزيارة أجنحة المعروضات التراثية والمأكولات ومعارض الخط العربي.
كما قدمت الفرقة التركية الموسيقية مهتـار عرضا موسيقيا من التراث التركي وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة.
وقال محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني في كلمته باسم الرئيس في افتتاح الموسم لهذا العام: إن رسالة الشعب الفلسطيني من خلال هذه الاحتفالية، هو أنه لا يتخلى عن ثوابته الوطنية، وسيبقى فوق أرضه رغم إجراءات الاحتلال، وموسم النبي موسى يؤكد حقنا في تراثنا وتعلقنا بأرضنا، وعقيدتنا.
من ناحيته، ذكر مدير معهد إعداد الدعاة في وزارة الأوقاف حسن شحادة أن هذا المقام يعود في تاريخه إلى عهد القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي دأب على إحياء هذا الموسم لإظهار قوة المسلمين بعد تحرير القدس عام 1187.
واستعرض منع الاحتفال بإقامة الفعاليات في هذا المكان منذ احتلال عام 1967م إلى أن عادت هذه الاحتفالات في زمن الشهيد ياسر عرفات عام 1997.
وقال: المقام يذكر بعروبة المسلمين وتاريخهم، ونحن متمسكون بحقوقنا، ولن ترهبنا التهديدات بقطع أوال الضرائب أو غيرها، وحتما الحق سيعود الحق إلى أصحابه.
من جانبها، حيّت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، المرأة الفلسطينية سواء في الداخل أو في الشتات، التي عانت من اللجوء والتشرد، كما وجهت تحياتها للقائمين على الاحتفالية.
بدوره، شدّد محافظ محافظة القدس عدنان الحسيني، على أهمية تماسك الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة، مشيرا إلى المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية في ظل ما تشهده عموم فلسطين وبخاصة القدس من استيطان وإجراءات تهويدية.
من جهته، ركز السفير التركي لدى فلسطين مصطفى سارنيج على العلاقات التي تجمع بين تركيا وفلسطين والتي تظهر من خلال هذه الاحتفاليات، بالإضافة إلى التقارب الثقافي والديني بين البلدين، والممتد منذ مئات السنين.
وأشار إلى أن وكالة 'تيكا' التركية تسعى لتطوير علاقاتها مع دولة فلسطين، ودعمها بمشاريع ثقافية واقتصادية، بالإضافة مشروع ترميم مقام النبي موسى، موضحا أن الحكومة الفلسطينية والمجتمع المحلي يقدمون التسهيلات اللازمة للوكالة في سبيل إكمال عملها.
وشدّد سارنيج على أهمية دعم فلسطين سياسيا، والتخفيف من معاناتهم وتحسين حياتهم اليومية، في ظل ما يعيشه من ظلم واستبداد جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
من ناحيته، ذكر مدير عام وكالة التنسيق والتعاون الدولية التركية 'تيكا' سيردام سام، أن هناك سعيا لاستمرار هذه الفعالية، التي 'تبعث من أرض فلسطين رسالة حب وسلام للعالم'.
وتحدث حول المشاريع التي تنفذها الوكالة في فلسطين مثل بناء مستشفيات ومدارس، مضيفا: هذه المشاريع تؤكد وحدة العلاقات بين فلسطين وتركيا.