لندن ـ وكالات
على نهر التايمز فى جنوب شرق لندن، فى أكثر الجاليرهات ارتيادا فى العالم "التيت مودرن جاليرى"، يعرض مائة وعشرون عملا فنيا لفنانة لم يسمع بها الأغلبية العظمى لرواد المكان وهى الفنانة اللبنانية سلوى روضة شقير. سلوى روضة كما يطلق عليها فى بلدها لبنان هى فنانة تجريدية تبلغ من العمر ثمانية وتسعين عاما، وتميزت- على عكس من عاصرها- بتأثرها بالفن الإسلامى وتكويناته الهندسية، فجاء فنها متأثرا باهتمامها بالعلوم والرياضيات، وربما يكون معرضها الفنى الأول أو الثانى على الأكثر، فبعض الصحف تشير إلى أنه أقيم لها معرض فى لبنان عام ١٩٧٤ تبعه معارض صغيرة فظلت محدودة الشهرة لاسيما إذا ما قورنت بالعديد من التشكيليين فى المنطقة العربية، وهو ما يثير الدهشة، ليس فقط لبراعة لوحاتها سواء الرسم بالجواش أو الزيت، أو تصميماتها المنحوتة بالخشب وبالمعدن وغيرها من الوسائط، لكن ما يثير الدهشة أيضا هو أن تقرر إدارة التيت مودرن إقامة معرض لفنان غير معروف، فعادة الجاليرى هى عرض لوحات أو تصميمات لمن ذاع صيته خاصة إذا كان معرضا جماعيا لمجموعة من الفنانين ففى نفس التوقيت أقيم معرض للفنان للعديد من الفنانين العصريين الغربيين. القاعة التى عرضت فيها لوحات سلوى روضة فى الدور الرابع تعتبر استثناء زاد من شدته سنوات عمرها التى قاربت المائة وكأنما جاء هذا المعرض تكريما لها ولإنجازاتها الفنية، فوفقا للكتيب الملحق بالتذكرة والتى يبلغ ثمنه عشرة جنيهات إسترلينية" فإن شقير تعد أول فنانة تشكيلية عربية، " لذا قامت الجاليرى أيضا بنشر كتاب عن أعمال سلوى روضة يباع فى المكان نفسه وجاء فى صفحاته التى قاربت المائتين صفحة عرضا لمائة وثلاثين عملا فنيا لها. لظروفها الصحية لم تستطع سلوى روضة الحضور إلى لندن لاستقبال رواد معرضها، ولكن كان هناك لوحة "بورتريه ذاتى" رسمتها الفنانة لنفسها عام 1943، والبورتريه اتخذ خطا تكعيبيا غلب عليه الإصرار فجاءت نظرتها جادة غابت عنها أى ابتسامة، وبجانبه لوحة " بيروت -باريس" تلخص مشوارها التعليمى والذى بدأ فى بيروت ثم إلى باريس ومرورا بالقاهرة " واللوحة فيها قوس النصر ومسلة كليوباترا. وبجانبه لوحات بنفس الحجم رسمت بالجواش أيضا، الحجم الصغير نسبيا أكبر الزوار إلى التوقف للتدقيق فى التفاصيل.