خان يونس ـ وفا
حول مجموعة من الأطفال، اليوم الثلاثاء، استراحة على شاطئ بحر خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى محطة ثقافية لتوزيع الكتب الشائقة والمنوعة المُسلية على المصطافين لتكون رفيقتهم أثناء التصييف.
وأطلق أطفال نادي الشروق والأمل، أحد مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر، على المحطة، شعار 'مصيف قارئ '، وذلك ضمن حملة لتشجيع المصطافين على القراءة وإعادة الاعتبار للكتاب.
وحاول الأطفال من خلال فكرتهم، التي تعد الأولى من نوعها في القطاع، استثمار موسم الصيف وأجواء البحر من خلال تقديم وجبات ثقافية مختلفة للمصطافين عبر توفير كتب شائقة ذات موضوعات منفصلة غير طويلة لقراءتها أثناء فترة الاستجمام.
وافتتحت الحملة بحفل ضخم ضم عروضا مسرحية للأطفال واستعراضات وعرضا حيا للفعاليات وفقرات شعرية، بحضور ممثلين عن مؤسسات المجتمع المحلي والمؤسسات التربوية والتعليمية وجمهور غفير وعشرات الطلاب.
ويركز المهرجان الذي ينفذه نادي الشروق والأمل سنوياً، تحت مسميات مختلفة، كل عام على موضوع ثقافي مهم لترسيخه في عقول الأطفال بطريقة جذابة وشائقة تساهم بدورها في تفعيل عادة القراءة عند الأطفال وتعويد الأطفال على التفكير والحوار والنقاش في سن مبكرة.
المهرجان الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، استثمر هذا العام المكان الأكثر ارتياداً من قبل المواطنين بغزة في فترة الصيف وهو البحر، وتضمن العديد من الفعاليات المتنوعة والزوايا فكانت 'حكاية الرنة' والتي روت نشأة الهاتف والتطور الذي مر فيه وصولاً إلى ما أصبح عليه الآن، فيما حملت زاوية أخرى عنوان مسرح الشعر، وتناولت حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش وأهم انجازاته في هذا المجال.
وسلطت زاوية شخصية تاريخية الضوء على حياة أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد الشقيري، وكانت المدن الفلسطينية حاضرة عبر زاوية حكاية من الذاكرة، إضافة إلى زاوية التجارب العلمية، حيث قام الأطفال ببعض التجارب العلمية البسيطة، فيما كان لأمهات الأطفال حضور فاعل من خلال مشاركة أبنائهن من خلال قراءة القصص والكتب لهم عبر زاوية أمهات قارئات.
وشمل المهرجان معرضا للصور الفوتوغرافية وحمل عنوان 'البيئة بعيون الأطفال'، وكان نتاج لدورة تدريبية للأطفال عن البيئة عكس جانبين متناقضين، الأول المخاطر التي تتعرض لها البيئة نتيجة بعض السلوكيات الخاطئة، في حين حمل الجانب الآخر جمال الطبيعة البكر، إضافة إلى العديد من الفعاليات الأخرى.
وقالت الطفلة دينا عبد ربه احد الأطفال المشاركين: يطمح الأطفال في تحويل كافة الاستراحات على بحر قطاع غزة، لمحطات ثقافية تتضمن عناوين متعددة ليستفيد منها أكبر قدر من سكان القطاع.
وبدوره، قال مدير نادي الشروق والأمل خليل فارس: إن فكرة ' مصيف قارئ'، جاءت في إطار بحث الأطفال عن أدوات ثقافية تساهم في التشجيع على عملية القراءة وإحيائها في نفوس الأطفال والشباب والأسر وكل أطياف المجتمع الفلسطيني في محاولة جادة لتقريب الفجوة بين الكتاب والقراء.
وأضاف، أن فكرة الأطفال انبثقت من خلال فعاليات المركز المتعلقة بتشجيع الثقافة والقراءة، وأن ما عزز قيام الأطفال بفكرتهم، هو قضاء المواطنين في غزة فترات طويلة على البحر متنفسهم الوحيد في فترة الإجازة.