نجحت القصائد التي كتبها الشاعر المصري صلاح جاهين في تخطي حاجزي الزمان والمكان، وهو ما أكسبها شعبية واسعة، الأمر الذي ينطبق أيضا على رسومه الكاريكاتيرية التي تعرض للمرة الأولى. وصدرت الأعمال الكاريكاتيرية لجاهين الأسبوع الجاري في مجلدين يقعان في 790 صفحة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي والجمعية المصرية للكاريكاتير، وصمم الغلاف الفنان المصري أحمد اللباد. وكان جاهين فاجأ قراء مجلة "روز اليوسف" عام 1956 بكاريكاتير، ولعل أبرز العوامل التي ساهمت في إنجاح رسوماته ارتباطها بأماكن يعرفها القراء ويألفونها مثل مكاتب موظفي الحكومة وعيادات الأطباء والمدارس والأسواق. وتبدأ الرسوم بفصل عنوانه "قهوة النشاط" سخر فيه جاهين من الكسالى الذين يحترفون النوم أو لعب النرد في المقهى.كما خصص الكتاب فصلا تناول رسوما كاريكاتيرية مخصصة للحيوانات، حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز. ولم يسلم أهل الفن أيضا من خفة ظل جاهين، إذ سخر في إحدى رسوماته من أغنية شهيرة للكاتب المصري مرسي جميل عزيز مغيرا كلماتها من "موسكي لسوق الحميدية" إلى "المرسي لسوق الحميدية"، وهي أغنية لحنها فريد الأطرش وغنتها صباح بمناسبة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958. وكانت الهيئة المصرية العامة للكتاب أصدرت في الآونة الأخيرة الأعمال الكاملة لجاهين في سبعة أجزاء هي "الدواوين الشعرية" و"الفوزاير" التي أذاعها التلفزيون المصري في شهر رمضان بداية من عام 1970 و"هو وهي" وهو سيناريو مسلسل تلفزيوني قام ببطولته الفنانان الراحلان أحمد زكي وسعاد حسني. كما شملت الأجزاء الأخرى بقية أعماله التي تلخصت في "منوعات غنائية" و"أعمال مسرحية" بالإضافة إلى "مسرح العرائس" الذي يضم 6 أعمال أشهرها "الليلة الكبيرة". يشار إلى أن جاهين نال إعجاب كبار الشعراء والأدباء في الوطن العربي، إذ كتب عنه الشاعر الفلسطيني محمود درويش أنه "واحد من معالم مصر يدل عليها وتدل عليه". وأبدع جاهين في مختلف أنواع الفنون، بما في ذلك التمثيل، كما كتب قصيدة "والله زمان يا سلاحي" التي لحنها كمال الطويل وغنتها أم كلثوم، وكانت النشيد الوطني لمصر منذ عام 1956 حين تعرضت البلاد لما عرف بالعدوان الثلاثي من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، حتى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.