بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لعيد الجلاء ألقى الباحث أحمد بوبس محاضرة بعنوان الأغاني الوطنية في عيد الجلاء تناولت الأعمال الموسيقية السورية التي ظهرت بهذه المناسبة.
وأوضح بوبس خلال المحاضرة التي أقامتها مديرية ثقافة دمشق في مركز الميدان الثقافي اليوم أن الموسيقيين السوريين واكبوا النضال الذي خاضه الشعب السوري منذ اللحظة التي وطأت بها أقدام جنود الاحتلال الفرنسي أرض الوطن عام 1920 كاستجابة للرفض الشعبي للانتداب الأجنبي معتبرا أن دور الكلمة الملحنة في مقارعة المستعمر لم يقل أبدا عن دور المناضلين السوريين الذين تصدوا للاحتلال خاصة في مجال تحفيز الضمير الوطني وشحذ همم المناضلين.
ولفت بوبس إلى أن الأغاني الوطنية التي عبرت عن نضال السوريين ضد الاحتلال الفرنسي وتغنت بملحمة الجلاء تنقسم إلى قسمين أولها الأغاني التي ظهرت في مرحلة مقارعة المحتل والتي كان أولها نشيد نحن لا نرضى بالحماية الذي نظمه ولحنه الموسيقي السوري الرائد مصطفى الصواف في حين كان أول نشيد وصل إلينا هو يا ظلام السجن خيم والذي كتبه الشاعر والصحفي السوري نجيب الريس خلال اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الفرنسي في سجن جزيرة أرواد سنة 1922 ولحنه الموسيقي الكبير أحمد الأوبري وغناه المطرب صالح المحبك.
وأضاف بوبس انه في مرحلة ما بعد جلاء المستعمر عن سورية ظهرت مجموعة من الأغاني الوطنية التي حيت هذه المناسبة ومنها قصيدة جلونا الفاتحين للشاعر بدوي الجبل ولحن الموسيقي محمد محسن وغناء المطربة سعاد محمد وقصيدة يا عروس المجد للشاعر عمر أبو ريشة ولحن الموسيقي اللبناني فلمون وهبي وغناء المطربة سلوى مدحت.
وأشار إلى مجموعة كبيرة من أغاني اللهجة المحكية مثل أغنية مرحب هلا عيد الجلا للفنان رفيق سبيعي من نظم وألحان الفنان شاكر بريخان وعيد الجلاء من نظم الشاعر فوزي المغربي وألحان وغناء الموسيقي والمطرب نجيب السراج فضلا عن مساهمة المطرب الراحل فهد بلان بأغنيتين في هذه المناسبة هما سباع الفلا وحكاية جدي وهذه الأخيرة عرضت لأسماء المناضلين ضد المستعمر الفرنسي.
وتحدث بوبس عن مساهمة الفنان الشعبي سلامة الأغواني في هذه الأغاني خاصة التي هاجم فيها المستعمر الفرنسي بدون مواربة عندما قال .. الأرض أرضنا والبيت لأبونا وبأيا عين جايين تنهبونا.
ونوه بمساهمة كبار الفنانين السوريين والعرب في أغاني الجلاء ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لحن وغنى قصيدة سلام من صبا بردى أرق للشاعر أحمد شوقي في أعقاب عدوان 29 أيار سنة 1945 والذي كان آخر فصل في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب السوري.