طوكيو ـ د ب أ
تجثو النساء اليابانيات على ركبهن في رشاقة داخل غرفة ذات جدران رمادية اللون، وتوجد على الأرض الحصر اليابانية التقليدية المصنوعة من قش الأرز وتعرف باسم "تاتامي"، وقد اجتمعن من أجل حفل شاى فى غرفة مزخرفة بمفردات بسيطة للزينة ولكنها خلابة.
ويبدو أن الفكرة الشائعة عن حفل الشاي - حيث يقوم ديكور الغرفة على شجرة بونساي موجودة في فجوة في جدار الغرفة ولوحة مرسومة بالأحبار على لفافة من الورق تمثل تناقضا شديدا مع الإلكترونيات الاستهلاكية اليابانية ذات الألوان الصاخبة والزاهية التي يتم تصديرها إلى مختلف أنحاء العالم. ولكن توجد قواسم مشتركة بين القديم والحديث رغم أن الغرباء عن تلك الأماكن ربما لا يدركون هذا من النظرة الأولى. ولكن لا يزال التوفير والطابع العملي قائمين حتى في نمط حياة الشباب الياباني المطلع على أحدث الصيحات والاتجاهات والحقيقة أنه يتم التعبير عنهما بطريقة مختلفة سواء كان ذلك في الهندسة المعمارية الحديثة أو تصاميم الأثاث أو الأزياء.
ومن الأمثلة البارزة سلسلة متاجر الأزياء اليابانية "يونيكلو" التي فتحت من فترة قليلة أول منفذ لها في العاصمة الألمانية برلين.
وكلمة يونيكلو هي لفظة لأول حروف لكلمتين هما يونيك كلوذس (الملابس الفريدة). وقد حققت نجاحا كبيرا لسنوات في اليابان وأصبحت اسما راسخا في العديد من الدول الأخرى كمنفذ رائد للملابس منخفضة التكلفة.. وتتنافس تصاميمها المعتدلة والعملية مع الماركات الأوروبية الاقتصادية مثل "اتش اند ام" و"مانجو" و"زارا".
ويقول ناوكي تاكزاوا، رئيس قسم التصميم بمتجر يونيكلو، في حوار مع صحيفة نيكي الاقتصادية التي تصدر في طوكيو: "نظرا لأن منتجاتنا بسيطة للغاية فيمكن لأى شخص بالتأكيد تقرير كيفية ارتداؤها". لقد تم التخلص من الزخارف غير الضرورية، لتتبقى الملابس البسيطة فقط.
ويضيف: "أي شىء موفر جميل".. ويقيم تاكيزاوا، بشكل متعمد أو دون قصد، صلة مع الفن التقليدى لبلاده.
ولدى متجر "موجي" الياباني بالفعل عدة منافذ في ألمانيا.. ويقدم سلسلة متنوعة من البضائع تشمل المفردات المنزلية والأثاث والملابس والأجهزة المكتبية وأدوات التجميل والأغذية. ومجددا كل ما يباع فى "موجى" معتدل فى تصميمه. ويقول الرئيس التنفيذى للشركة، تاداميتسو ماتسوى، في حوار مع النسخة الإلكترونية من صحيفة تويو كيزاي التجارية: "تصميمات موجي تمثل استمرارا للثقافة اليابانية".
ورغم أن المنتجات عصرية فإن تصميماتها "في غاية البساطة" والعملية، بحسب كيزاي الذي يرى أوجه تشابه وتماثل مع الثقافة والتاريخ اليابانيين. ويضيف: "لديها شىء مشترك مع طقوس مدرسة / زن / البوذية التأملية والسادو "حفلات الشاي اليابانية التقليدية".