بدلاً من الحلوى أو المرطبات قام عروسان من السليمانية بتوزيع ديوان شعري على المدعوين في حفل زفاف تعمدا أن يكون غير تقليدي. الديوان يحتوي قصائد كردية لشاعر رومانسي كلاسيكي، هو نالي، تحث على "الوفاء للزوجة". وبحسب تقرير نشرته "المدى برس" فقد عدّ باحثون اجتماعيون توزيع الديوان "تطوراً إيجابياً في التقاليد الاجتماعية" ودليلا على تأثر المجتمع الكردي بالتقاليد المدنية القادمة من الخارج. ويقول العريس سوارة نجم الدين "أنا وخطيبتي سوز صلاح قررنا أن نوزع ديوانا شعريا بدل الحلويات في حفل زفاف الذي أقمناه في قاعة روزانا بحي توي ملك بمدينة السليمانية، لكي نكسر التقليد ونعيد إلى الذاكرة أحد أبرز شعراء الزمن الكلاسيكي"، موضحا "لذا وزعنا ديوان الشاعر نالي كي يدخل البيوت ويعيد الناس قراءة قصائده الرومانسية". ويبين نجم الدين أن اختيار الشاعر نالي "هو لما يتمتع به من حس عميق في التعبير عن العشق وسحر الوصف العالي الذي يصف به حبيبته"، موضحا أن "قصائده تعبر عن وفاء الإنسان الكردي لحبيبته وزوجته وما يجب أن تكون عليه هذه العلاقة المقدسة". من جهته، يقول رئيس جمعية الباحثين الاجتماعيين الكردستانية، جزا حمه صالح في حديث إلى (المدى برس) إن "تغيير بعض التقاليد خطوة إيجابية باتجاه ترسيخ تقاليد أكثر مدنية"، ويلفت إلى أن "المجتمع الكردي ليس عبارة عن ثلاث محافظات بل أصبح أوسع من الإقليم، إذ أن جزءا كبيرا منه يعيش في أوروبا وأميركا ودول أخرى وتأثر بعادات تلك الشعوب، لذا فإن الانفتاح حمل معه مسائل إيجابية ،منها ظاهرة تغيير عادات الناس في الزفاف". ويؤكد صالح أن "لجوء الناس إلى توزيع الأشجار أو الأقلام أو الدواوين الشعرية هو رمز للثقافة وحب البيئة والعلم". يذكر أن السليمانية شهدت في أيلول من العام الماضي حفل زواج غير تقليدي، إذ وزعت فيه شتلات أشجار بدلا من الحلويات أو (النيشان) كما يطلق عليه شعبيا على المدعوين. والشاعر الكردي خضر أحمد الملقب بـ(نالي)، (1796 - 1873) يعد أحد المؤسسين للمدرسة الشعرية البابانية (نسبة إلى إمارة بابان الكردية التي تأسست في منطقة قلا جوالان (40 كيلومترا شمال السليمانية)، كما أنه يعد أحد كبار الشعراء اللهجة السورانية في اللغة الكردية. وبعد أن تعرف نالي في فترة شبابه على (حبيبة) فشغف بها حباً وأصبحت في ما بعد مصدراً لإلهامه الشعري وتزوجها وظل وفياً لها حتى مماته.