مسقط ـ العرب اليوم
تبرز الفنون الشعبية كأهم وسائل تعزيز هوية الأوطان والتعريف بها، وقد اهتمت سلطنة عمان بالفنون الشعبية، التي أسست لها قاعدة لتعليم الناشئة وأيضا لتوسيع دائرة ممارستها.
واستمدت هذه الفنون من قلب عمان العاصف والغابر عندما كان العمانيون الأوائل يقطعون المسافات الطويلة مسافرين إلى البقاع المختلفة، وتتباين هذه الفنون في تقديمها من خلال مثلا ركوب الخيل أو السفينة أو الأداء المرتجل أو المناسبات، حيث توجد رقصات خاصة بالنساء.
ومن أشهر الفنون الشعبية التي تستهوي زوار عمان هو فن الرزحة أو الرزفة الذي يعتبر أشهر الفنون الشعبية، وتقام الرزحة في جميع المناسبات السعيدة كالأعياد وحفلات الزواج. وفي الرزحة يقوم قارعوا الطبول بضرب ما يعرف الرحماني والكاسر في المقدمة، وهما نوعان من الطبول الشهيرة، ويتقدمها حامل الراية ويحملون شلة قصيرة تسمى (الهبية) حتى يصلوا للمكان المعد للرزحة حيث يحضر شعراء، وينقسم الناس إلى صفين لدى كل صف شاعر، ويقوما بالمزاجلة الشعرية بينهما، ويكون صاحبا الطبل مع الشاعر الذي يبدأ بالشلة، ويتقدمون لكي يكونوا دورة كاملة، وفي هذه الحالة يكون صاحب الطبل ملازم لهم وعند إكمال الدورة يتوجه صاحبا الطبلان إلى الشاعر الآخر، حيث يبدأ بالشلة، وهكذا بعد إكمال دورة كاملة يتجهان إلى الصف الآخر ليبدأ بالشلة وهكذا.
ويُعتبر فن الرزحة من فنون الشجاعة والمبارزة بالسيف والمطارحة الشعرية التي تتم عادةً بين شاعرين متقابلين في صفين، وغالبا ما تبدأ الرزحة بالهبية حتى الوصول إلى مكان إقامة الاحتفال أو المناسبة، بعدها يقوم الشاعر نيابةً عن جماعته بارتجال شلة سلام، ويتصدى له الشاعر الموجود بالصف المقابل للرد عليه، ويستمر التحاور بين الشاعرين في موضوع معين للنهاية، وطبعا يتخلل هذه المحاورة دخول أصحاب السيوف وأداء الحركات وإظهار البراعة، وعادةً ما يكون الزفين بين شخصين يقابل كل منهما الآخر وقد يكون عدد الزفينة أكثر من اثنين حسب زيادة الأعداد المتواجدة مِمن يجيدون فن الزفن بالسيف.
وخلال الرزحة ينتقل المؤدون لهذا الفن من لون إلى لون آخر، على سبيل المثال الناحية القصيرة القصافيات إلى الناحية الطويلة إلى المربوعة وهلم جريًا حتى نهاية الرزحة، ومثل ما بدأ الصف الأول بالسلام لا بد أن ينتهي بالوداع.