جانب من المحاضرة

قال الدكتور مازن المبارك عضو مجمع اللغة العربية إن اللغة هي أداة التعبير عن حاجات الناس اليومية وهي الوعاء الذي تنتقل به خبرات الأمم السابقة وعلومها وتجاربها إلى الأمم اللاحقة وهي المستودع الذي يتراكم فيه الحصاد الفكري والمخزون الحضاري على مدى العصور.
وأضاف مبارك في محاضرته بعنوان "المهارة اللغوية في التواصل" والتي ألقاها ظهر اليوم في قاعة المحاضرات بمجمع اللغة العربية بدمشق.. ينبغي أن تكون اللغة لصيقة بالحياة وصوتا للفكر وصورته المعبرة عنه فإذا ساءت أو انحرفت أعطت صورة مشوهة ولم تستطع التعبير عن الحياة مشيرا إلى أنه لا يكون التواصل ناجحاً إلا إذا استوفى كل عناصره وصفاته باعتباره طريق التقارب الإنساني ووسيلة التفاهم واللحمة في المجتمع الواحد.
وأوضح عضو مجمع اللغة العربية أنه عندما نطلب المهارة في التواصل اللغوي فلأن اللغة لا توصل نفسها وإنما توصل الفكر الذي تحمله وتعبر عنه.
وقال إن ما يضر بإتقان اللغة العربية هي الإعراض عن القراءة والفقر في الثروة اللغوية والقصور في فهم المسموع والمقروء والعجز عن تلخيص ما يسمع أو يقرأ إضافة إلى عدم المبالاة باللغة العربية وعدم الاهتمام بصحتها أو سلامتها وغلبة اللغة العامية على ساحات حياتنا اليومية وغياب القدوة اللغوية الصالحة في الإعلام وفي المدارس والجامعات وغيرها.
وأشار مبارك إلى أن التعليم في المدارس والجامعات لا يهتم بالمهارات اللغوية الاهتمام الكافي وإنما يهتم بالمهارات العلمية الخاصة بعلوم اللغة لا باللغة نفسها مبينا أن وسيلة التواصل هي اللغة نفسها وليس نحوها أو صرفها أو بلاغتها.
ولفت إلى ضرورة نقل اللغة العربية من كونها مقررا دراسيا يدرس في المدارس والجامعات إلى مقرر وطني نعبر به عن حياتنا المعاصرة وأن يقوم الجهازان التعليمي والإعلامي في الدولة بالدور المنوط بهما في نشر العربية السليمة والتشجيع على إتقانها و العناية بالأطفال ولغتهم لينشؤوا على سماع اللغة الصحيحة وتنظيف البيئة اللغوية من كل دخيل لتبقى اللغة حرة مستقلة.
وقال مبارك لتهيئة تواصل لغوي يتم بسلامة ومهارة يجب الاهتمام باللغة العربية وان تكون هدفا صريحا وواضحا في كل موضع تستعمل فيه واستثمار المراحل العمرية المبكرة لتعليم اللغة الفصيحة لأطفالنا وجعل البرامج الإعلامية الموجهة إلى الأطفال باللغة الفصيحة إضافة إلى تنظيف البيئة اللغوية من اللغات الدخيلة على الألسنة ما أمكن وإيجاد ساحات مكانية وساعات زمنية للتدريب على المحادثة والإكثار من المحاورات والمناظرات ولاسيما في المدارس والجامعات بحسب مبارك.
وبين مبارك أنه لا يجوز لأمة حريصة على استمرار حياتها واتصال حلقات تاريخها ان تهمل واحدا من المسارين مسار المهارة في فهم المكتوب لأنه المسار إلى فهم الماضي والاتصال به ومسار المهارة في المنطوق لأنه المسار إلى فهم الحاضر والعيش فيه وهذا ما يجعلنا لا نقبل اللغة العامية مكتوبة حتى لا تصبح في يوم من الأيام حاجبا بين أجيالنا القادمة وبين تراث أمتهم الذي لم تكتب كلمة منه أو فيه بالعامية.
يشار إلى أن الدكتور مبارك من مواليد دمشق حائز على شهادة الدكتوراه في كلية الاداب بجامعة القاهرة كما درس في عدد من الجامعات العربية وهو عضو جمعية البحوث والدراسات له العديد من المؤلفات منها النصوص اللغوية .. اللغة العربية في التعليم العالي والبحث العلمي "نحو وعي لغوي" والموجز في تاريخ البلاغة وغيرها الكثير.