أبوظبي ـ وكالات
تعد دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، وفروعها واحدة من أهم المكتبات العامة فى دولة الإمارات، فإلى جانب كونها الأقدم فهى تعد الأوسع انتشارا، حيث تتواجد فروعها فى أنحاء الإمارة المختلفة ووسط الأحياء السكنية، أوفى المراكز التجارية الكبرى، حيث يتوفر للأهالى بمختلف أعمارهم واهتماماتهم سهولة الوصول إلى مصادر المعرفة بأشكالها المختلفة، أو قواعد المعلومات المتاحة للباحثين، وهى خطة بعيدة المدى وضعتها الهيئة لتنفيذ هدفها فى جعل الثقافة والمعرفة أولوية كل فرد فى المجتمع. ويقول جمعة القبيسى المدير التنفيذى لقطاع المكتبة الوطنية فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، "كما هو معروف عن المكتبات العامة أنها جامعات شعبية، لما تقوم به من دور مهم فى توفير مصادر متنوعة للمعلومات والمعارف لجميع أعضاء المجتمع، فإننا فى دار الكتب الوطنية عملنا على تنفيذ خطة طموحة للوصول إلى كافة شرائح المجتمع من خلال شبكة مكتبات متكاملة تغطى الأماكن السكنية الرئيسية فى إمارة أبو ظبى. وأضاف "إن تنفيذ هذه الخطة سيمكننا من تحقيق أهداف الهيئة الثقافية المتمثلة فى أن تكون القراءة ممارسة يومية عند الجميع، فوجود المكتبات وسط الأحياء السكنية والمجمعات التجارية وعبر برامجها التفاعلية المفتوحة، تعمل على إكساب عادات ثقافية تثرى الحياة وتساعد على تنمية الذات والمهارات بشكل شخصى، وهى منظومة متكاملة نعمل على ترسية ركائزها من خلال مشاريع ومبادرات مختلفة تشجع التنوع الثقافى والحوار الفكرى". جاءت فكرة إنشاء دار الكتب الوطنية فى فترة مبكرة من تأسيس الدولة، لتقوم بمهمة جمع وحفظ التراث الفكرى الوطني، فقد صدر عام 1981 القانون رقم ( 7) لإنشاء مجموعة من المؤسسات الثقافية ضمن ما عرف وقتئذٍ بمجمع المؤسسات الثقافية والوثـائق، والذى تغير اسمه إلى المجمع الثقافى فى عام 1984 بمقتضى القانون رقم (6) وفى عام 2005 صدر قرار بإحلال هيئة أبوظبى للثقافة والتــراث محل المجمع الثقافى بمقتضى القانون رقم ( 28 ) لسنة 2005، ومع دمج هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة فى مطلع عام 2012، استمر عمل دار الكتب الوطنية بعد ثلاثة عقود تبلورت فيها مهمة الدار كمؤسسة فاعلة فى إثراء المشهد الثقافى المحلى، واتسع دورها ليشمل دعم مشاريع الترجمة والتأليف وتقدير المبدعين. بدأت الدار فى تقديــم خدماتها للجمهور اعتبارًا من أبريل 1984 وتطورت مجموعاتها لتصل إلى قرابة أربعة ملايين مجلد تشـمل الكتب والدوريات والمخطوطات والمواد الإلكترونية. واليوم تنتشر أفرع دار الكتب الوطنية فى عدة مواقع من إمارة أبوظبي، وكل موقع يقدم خدمات مكتبية شاملة بدءا من نظام العضوية الذى يُمكن مرتادى المكتبة من استعارة المواد المسموح بإعارتها طبقا لنظام خاص يسمح بإعارة ثلاثة كتب عربية أو كتابين من اللغات الأخرى فى المرة الواحدة، ولمدة 15 يوما يمكن تجديدها. كما تمكن المكتبة روادها من استخدام مجموعة من قواعد البيانات للحصول على معلومات وبيانات وإحصائيات فى مختلف المواضيع، فمثلا توفر قاعدة بيانات Ebsco الوصول إلى أكثر من 3500 دورية بنصها الكامل إلى جانب آلاف من مقالات الدوريات وأعمال المؤتمرات وحلقات البحث. كما يمكن للمهتمين بالتراث العربى المخطوط البحث فى أكثر من 4000 مخطوط نادر بين أصلى ومصور، وبعضها يقدر عمره بأكثر من 700 سنة، حيث يتيح قسم المخطوطات فى المكتبة الاطلاع على هذه الكنوز المفهرسة ويجرى حاليا إدخال الفهرسة الإلكترونية للمخطوطات وربطها بالنظام الإلكترونى للمكتبة (السمفوني).