مؤتمر البحرين حول حوار الحضارات والثقافات

بدأت في العاصمة البحرينية المنامة اليوم فعاليات مؤتمر "حوار الحضارات والثقافات" ويستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة واسعة من المفكرين والباحثين والأكاديميين والمثقفين ورجال الدين من داخل البحرين وخارجها، فضلا عن عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية.
حضر حفل افتتاح المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين.
وسيتبادل المشاركون الرؤى والافكار ويتدارسون البحوث وأوراق العمل ويديرون حوارات فاعلة وحيوية ضمن أجندة المؤتمر حول الثقافات والحضارات وتلاقيها والتقريب بينها في عالم اليوم الذي يشهد الكثير من الصراعات والنزاعات والتوترات.
وأكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر في كلمة له بالجلسة الافتتاحية ان الإسلام جاء بحضارة انسانية سامية نزلت الى الواقع وخاضت تجربة تاريخية طويلة أثبتت أنه دين عالمي يفتح أبوابه على مصراعيها لكل عناصر الحق والخير مهما اختلفت مصادرها ومهما تناءت مواطنها.
وقال إننا مؤهلون اليوم لاستلهام روح حضارتنا وقادرون على إعادة انتاج حضارة التعارف مرة أخرى، معربا عن اعتقاده أن هذا الدور الآن هو دور العرب والمسلمين، حيث أصبح العالم كله على سطح بركان عنيف يهدد بالانفجار والهلاك كما آلت الحضارة الغربية إلى حالة من الأنانية المفرطة لم تر فيها غير نفسها وقوتها وسيطرتها على العالم.
كما تحدث في الجلسة الافتتاحية الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي منبها إلى أن خطاب الكراهية يغذي الفتنة ويدفع للنزاع والصراع والحروب ويقود إلى الفرقة والتجزئة.
ودعا إلى التركيز على رسالة الاعتدال والتعددية الانسانية التي ينادي بها الاسلام، مبينا أن من شأن تطوير الحوار إيجاد ثقافة سياسية مجتمعية غنية بالتعددية يتوفر فيها نظام انساني اخلاقي وفهرس عالمي مشترك للقيم الانسانية وتعظيم الجوامع واحترام الفروق.
وأضاف ان حوار الثقافات لا يمر من خلال التخلي عن الهوية التي تعكس الخصوصية، كما أن الحوار لا يعني احتكار العالمية في أنموذج واحد غير قابل للنقد أو التغيير. ونوه إلى ان من أهم أسباب رفضنا لعملية ضم القدس هو قتل روح التعددية التي انطوى عليه تاريخ المدينة المقدسة.
ورأى الأمير الحسن بن طلال أن تحقيق حوار سليم وناجح بين الثقافات والحضارات يحتاج إلى توفر عدة شروط أهمها الايمان بالآخر واحترام خصوصياته والندية والمساواة بين مختلف الاطراف المتحاورة.
ومن المنتظر أن يخرج المؤتمر وعنوانه (الحضارات في خدمة الانسانية) بـ "وثيقة البحرين" للتعايش والسلام، يتم رفعها للعاهل البحريني، راعي المؤتمر، تمهيدا لرفعها للأمم المتحدة لاعتمادها كوثيقة رسمية من وثائقها.
وتغطي محاور المؤتمر موضوعات شتى تعنى بالتعارف الانساني وأثره في إسعاد البشرية والتعايش بين حضارات متنوعة في البلد الواحد ودور المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في تعزيز الروابط الانسانية، بالإضافة إلى محور آخر بعنوان "حقوق الإنسان والديمقراطية ثمار للحضارات الإنسانية".