الدوحة - قنا
تحتفل دولة قطر مع ملايين المسلمين في كافة أرجاء العالم بشهر رمضان المعظم، شهر الرحمات والنفحات الإيمانية والعتق من النار، ويبقى لأيام وليالي هذا الشهر الفضيل في قطر خصوصية تضفي على الأجواء مزيداً من الروحانيات والدفء وسط إعلاء قيم الإيثار والمودة والتكافل الاجتماعي. فعلى المستوى الرسمي أنهت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية استعداداتها لاستقبال المصلين، حيث دخل الخدمة خلال الأيام الماضية 17 مسجداً جديداً، علماً بأن عدد المساجد في قطر يبلغ حالياً 1736 مسجداً، ومن أجل راحة المصلين والمعتكفين اتفقت وزارة الأوقاف مع 9 شركات نظافة للعناية بالمساجد من خلال عقود واضحة، الأمر الذي سينعكس على أوضاع المساجد خلال شهر رمضان المبارك. أعمال الخير وفي بيوت الصائمين لا تنقطع أعمال الخير في كل حدب وصوب لإطعام الفقراء والمحتاجين ولإحياء عادات وتقاليد رمضان التي تتميز بها قطر، لذا اجتهدت الشركات الغذائية في توفير اللحوم والأغنام بدعم من الدولة لموسم رمضان المبارك، وبلغ حجم ما تم استيراده من أغنام للاستهلاك خلال الشهر ما يقرب من 34 ألف رأس من الأغنام الحية العربية المنشأ والتي يزداد الطلب عليها من قبل المواطنين بشكل خاص ليتم بيعها لهم بأسعار مدعومة ومخفضة على أن تبدأ عملية البيع اعتباراً من 7 يوليو وحتى نهاية شهر رمضان المبارك. كما تطلق خمس جمعيات خيرية اعتباراً من أول الشهر المبارك مشروعاً مشتركاً لصالح التجمعات العمالية في المنطقة الصناعية يتوقع أن يستفيد منه ما يصل إلى 1500 شخص يوميا حيث يتمثل المشروع في إقامة مائدة إفطار رمضانية داخل خيمة مكيفة أُطلق عليها "مائدة هل قطر" للصائمين من العمال ذوي الدخل المحدود بتنسيق وتعاون خمس جمعيات خيرية هي مؤسسة عيد الخيرية وجمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" ومنظمة الدعوة الإسلامية. أما المسنون فكان لهم نصيب من خلال مجموعة من البرامج الدينية المتنوعة بمقر النُزلاء بمنطقة المطار القديم، منها برامج توعوية بشهر رمضان وفضائله، وبرامج توعوية صحية لكبار السن حول الصيام، بجانب دروس لتجويد وتلاوة القرآن الكريم، ومحاضرات دينية متنوعة ، إضافةً لبرنامج "ساعة إحسان" والذي يهدف لتعميق الوازع الديني لنزلاء مؤسسة "إحسان" ويقدم يومياً، ويحتوي على قراءة القرآن الكريم بجانب توعية دينية متنوعة. برامج ثقافية وفنية ولعشاق السهر والبرامج الثقافية تحتضن المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" سلسلة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية على مدار شهر رمضان الكريم. وتنظم المؤسسة بالتعاون مع متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني معرض الفنون الإسلامية، ومهرجان الأناشيد الذي يضمّ أسماء أبرز المنشدين العرب، ويُقام معرض لفن الخط العربي كما ستتم استضافة سلسلة من المحاضرات الدينية تناقش مختلف الموضوعات والقضايا المتعلقة بالإسلام من قبل علماء الدين في منطقة الخليج والوطن العربي، كما يستضيف برنامج رمضان في استديوهات كتارا للفن العديد من البرامج الموجهة للأسر والكبار والأطفال بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال توفير الأجواء المناسبة لمختلف شرائح المجتمع. وتبذل وزارة الداخلية جهوداً للحد من حالات التسول التي تزداد خلال شهر رمضان المبارك من خلال ما تقوم به إدارة البحث الجنائي من دور حيوي في مكافحة التسول وذلك بتكثيف الدوريات الراجلة والراكبة، والتي وصلت إلى 48 دورية تتكون من العنصر الرجالي والنسائي موزعين على ثلاث فترات. ويرتبط شهر رمضان في قطر بالعديد من التقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد والضاربة في أعماق تاريخنا العربي والإسلامي ، فإلى جانب بيوت الله العامرة بالمصلين، وأعمال البر والخير التي تنظمها المؤسسات والجمعيات الخيرية والجهات الرسمية بالدولة، فإن أجواء الشهر الفضيل يمكن تلمسها بقوة داخل بيوت أهل قطر. ويبدأ استعداد أهل قطر بقدوم رمضان من منتصف شهر شعبان حيث "ليلة النافلة"، وأهم ما يميز رمضان في قطر "الغبقات" والغبقة في قطر وليمة تؤكل عند منتصف الليل والقصد منها التجمع للشباب والرجال والنساء ، وتقام كل يوم أو يومين عند أحد الأقارب أو أهل الفريج تجمعهم الألفة والمحبة على صحن واحد يعيدون حديث الذكريات. وكانت في الماضي الغبقة تتكون من البرنيوش (المحمر) وهو عيش مطبوخ بالسكر أو بالدبس الذي هو خلاصة التمر أو عسل التمر، بالإضافة إلى السمك المشوي أو المقلي أو المطبوخ. كما كان "المسحر" قديماً يمر على الفرجان لإيقاظ الناس قبل صلاة الفجر لتناول السحور. وهي مهنة عريقة اختفت إلى حد ما بعد انتشار التكنولوجيا الحديثة وتباعد المسافات بين الأحياء. ومن أهم المأكولات الأساسية على المائدة القطرية في شهر رمضان "الثريد والهريس والخبيص والمرقوق والبرنيوش وكبسة اللحم وكبسة الدجاج وكبسة السمك، ومن الأكلات المفضلة على مائدة السحور "البلاليط " وهي عبارة عن بيض وشعرية.