سيول - وكالات
تمثل المهرجانات دوماً, خاصةً تلك التى تميل الى الخروج عن المألوف , فرصاً رائعة لجذب أنظار السائحين وتوجيه خياراتهم إلى مقاصد بعينها, وليس أكثر جنوناً وإثارةً للفضول من مهرجان الطين فى كوريا الجنوبية , بما يميزه من فوضى عارمة هى فى الأصل سبب إقبال السائحين عليه وبتلك الأعداد الكبيرة التى تعدت الثلاثة ملايين زائر فى دورته الأخيرة . و مهرجان الطين مهرجان سنوى تجرى أحداثه أثناء فصل الصيف فى بيرونج , التى تقع على بعد حوالى 200 كم جنوب سيول بكوريا الجنوبية , ولقد أقيم أول مهرجان للطين فى عام 1998 وبحلول عام 2007 نجح المهرجان فى جذب 2,2 مليون زائر ما أصبغ عليه صبغة العالمية, ما جعله فى يوليو 2013 قبلة لأكثر من 3500000 زائر لفتهم كتل الطين اللزجة فى أنشطة بقدر ما كانت فوضوية بقدر ما ألبستها لزوجة الطين مرحاً وحمية , وهو ما جاء نتيجة طبيعية لحسن الترويج والإستعداد لمهرجان الوحل. حيث يؤخذ الطين من المسطحات الطينية فى بيرونج, وينقل بالشاحنات الى منطقة شاطئ دوشيونج، حيث تقام فعاليات المهرجان وفقراته المختلفة التى تتمركز حول اللعب بالطين فى صور شتى . فيما تمتلك بيرونج مناظر رائعة وطبيعة خلابة تزيدها الشواطئ والجبال المحيطة حسناً وبهاءاً, ولكن ما قصة الطين فى بيرونج ؟ ترجع فكرة المهرجان إلى محاولة الترويج لمستحضرات التجميل المحلية المشتقة من الطين ,نظراً لما يحتويه الطين من عناصر معدنية وعناصر مشعة مفيدة للبشرة وهو ما تحول فى النهاية الى مهرجان سنوى للفوضى العارمة بل والجنون اللطيف كما يصفه زواره ومعجبيه, الذين تتاح لهم الفرص للمشاركة فى أنشطة عديدة تتمحور حول اللعب فى الوحل, وتشمل مصارعة الطين وماراثون الوحل, فضلا عن السباحة مغمورين تماما فى الوحل فى أنبوب عملاق معد خصيصاً لهذا الغرض , والمفاجأة تتمثل فى مساج الوحل, بالاضافة الى إجراء مسابقة لإختيار أجمل صور الوحل. وتشمل الأنشطة أيضاً السباحة فى بركة من الطين، والتزلج على الشرائح الطينية, والسقوط فى حفرة من الطين اللزج مع آخرين محاولاً الخروج لساعات بما يتخلل ذلك من منافسات وأنشطة جنونية من النادر وجودها فى أى مكان بالعالم , لكونها فى كوريا ثقافة وهوية حتى ولوكانت فى اعتبار البعض شيئاً من الحماقة, إلا أنه ممتع كما يعبر بعض الزائرين , الذين يفدون الى المهرجان باعدادٍ كبيرة هرباً من ضغوط الحياة وبحثاً عن شئٍ من المرح. ويتم إنتاج الطين الملون أيضا لرسم الصور واللوحات المعبرة ولتلوين الأوجه والأجساد, فضلاً عن توافر العديد من الأنشطة الأخرى التى تجرى توازياً مع فاليات المهرجان من موسيقى وأنشطة سياحية أخرى كالتسوق وغيره. وتتوفر للزائرين وقبل المشاركة فى المهرجان فرصة الإنخراط فى تدريب عملى فى صورة فكاهية على أعمال اللعب فى الطين ما يؤهلهم لخوض المنافسات فى المهرجان. وتتوفر فى خضم فعاليات مهرجان الطين الكثير من الأنشطة التى تتعلق بالأطفال توفيراً لمطالب الأسر التى تقصد المهرجان خصيصا ًمع أطفالها , ويسمح بالاشتراك فى مهرجان الطين لجميع الأعمار.