رسومات محمد شكور

ربما لو سمحت له ظروفه المادية باستكمال دراسته الجامعية لتبدل حاله , انهى الثانوية العامة والتحق بسوق العمل ليساعد اسرته وينفق عليها .
محمد شكور شاب عشريني يهوى الرسم وهو يمارس هوايته داخل بيئة تفتقر الى المراكز الثقافية والفنية التي تعمل على تشجيع المواهب ، حيث يقطن في منطقة الاغوار الشمالية واسرته تتكون من 12 فردا , ويستمد من صعوبة الحياة اصرارا وكفاحا لاعالة اسرته، ويرى ان الطموح والعزيمة والثقة في النفس لا حدود لها لتأمين الحياة الفضلى له ولعائلته .
يعمل محمد بجهد كبير وبمهنية عالية , اذ يقوم برسم رسومات ثلاثية الابعاد والرسم العادي بقلم الرصاص وينشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) حيث ان متابعته للمواقع الالكترونية ومنتديات الرسم مكنته من تطوير رسوماته الى افاق رحبة.
يرسم شكور منذ الصغر وشارك برسوماته البسيطة وهو على مقاعد الدراسة في المعارض التي كانت تقام في المدرسة , الا انه وبعد انهاء دراسته الثانوية والتحاقه بسوق العمل جعله يكثف من الرسم بشكل يومي علها تكون مصدر رزق اخر ثم انطلق في رسوماته , لكنه لم يجد الى الان أي جهة تدعم اعماله وتروجها على الصعيد المحلي.
ما ان تنظر الى رسوماته حتى يتهيأ لك انها مناظر طبيعية تحاكي العقل وتبحر بين ثناياها في ان هناك شيئا غريبا يشدك اليها لتتمعن بها ، فتراه يمسك قلمه لتتشكل من خلال انامله رسومات متنوعة كالمنازل والاشخاص والمناظر الطبيعية التي تتطلب الدقة والصبر مشيرا الى ان التدريب والمتابعة على الرسم زاد من موهبته وخبرته.
ويتمنى محمد وفقا لقوله لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان تلقى رسوماته الدعم والمساندة في ترويجها وعرضها علها تمكنه من متابعة مسيرته الفنية والتقدم بها واستكمال دراسته الجامعية.
المستشار في علم النفس الطبي استاذ الارشاد النفسي والتربوي في جامعة عجلون الوطنية الدكتور نايف الطعاني يقول ان الهواية تتحدد باتجاهين الميول والرغبة , فاذا كان للشخص الرغبة في عمل ما والانتماء اليه فانه يتقنه بحرفية تامة بغض النظر عن صعوبته .
ويضيف ان الرضا في اداء العمل يكون انتاجه اكبر , انطلاقا من قانون الاثر في علم النفس الذي يقول انه اذا كانت نتيجة العمل مُرضية فان الشخص يعود لمزاولة هذا العمل لحصوله على الرضا المتمثل بالسعادة والشعور بالمسرة , أي يجب ان تكون هناك مواءمة بين الموهبة والقدرات العقلية والاستعدادات الشخصية ليحقق الشخص النجاح المطلوب .
ويشير الى ضرورة تنمية المواهب والهوايات لدى الشباب واختيار التخصص حسب الرغبة والهواية لانه في حال عدم وجود الرغبة في العمل فلن يكون هناك انجاز مضيفا ان تنمية المواهب تفرغ من طاقات الشباب وتدفعهم الى العمل وتبعدهم عن العنف المجتمعي .
المهندسة الرسامة هدى جرادات التي تعمل في احد مراكز تعليم الفنون والرسم تقول ان الثقافة المجتمعية للفن ضعيفة ويجب تنميتها لتصبح الاسرة اكثر تفاعلا وتشجيعا لابنائها كون المواهب تعمل على بناء الشخصية وتفرغ الطاقة الكامنة اضافة الى انها تحافظ على نقاء النفس .
وتضيف ان الفن هو احساس نابع من الداخل اكثر من المهارة التي يمكن ان يتمتع بها الشخص الموهوب مشيرة الى ضرورة تفعيل مادة التربية الفنية في المدارس لصقل مواهب الاطفال وتدريبهم على الابداع .
رئيس رابطة التشكيليين الاردنيين غازي انعيم يقول ان الرابطة تعمل منذ نشأتها العام 1977 على دعم الفنان وتشجيعه اضافة الى عقد ورشات عمل للاطفال بالمدارس والمراكز الاصلاحية .
واضاف ان اربعمئة فنان تشكيلي ينتسبون للرابطة اغلبيتهم من الشباب مشيرا الى ان رسومات اي شخص يود الانتساب تعرض على لجنة متخصصة من اكاديميين لتقييمها واقرار عضوية مبدعيها.