في إطار ندوة “نقد التجربة…همزة وصل” التي خصصتها إدارة مهرجان المسرح العربي الخامس الذي تستضيفه الدوحة حاليا لمناقشة تجربة المسرح القطري وأهم رواده الأوائل، حيث يتم الاحتفاء بالفنانين عبدالرحمن المناعي وغانم السليطي وحمد الرميحي، تم تخصيص جلسة خاصة للحديث عن تجربة الفنان حمد الرميحي. وتحدث في الجلسة الإعلامي سعد بورشيد عن “حمد الرميحي مخرجا مبدعا وكاتبا متميزا”، فأشار إلى أن هذا الفنان بدأ حياته الفنية عام 1969 ممثلا في مسرحية “صقر قريش”، ولكنه سرعان ما ترك التمثيل لعدم تفوقه فيه. غير أنه بسبب عشقه لهذا الفن الساحر لم يترك المسرح، وكانت نقطة التحول في حياته بتركه عالم التدريس والتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت، وبعد تخرجه من المعهد ازداد تعلقه بالمسرح من خلال الكتابة والإخراج وذلك منذ عام 1980 حتى الآن؛ وقد كانت بدايته في التأليف من خلال الكتابة الجماعية لنص “رحلة جحا إلى جزيرة النزهاء” بمعية زميليه في الرحلة الإبداعية: الفنان غانم السليطي والناقد الدكتور مرزوق بشير، تحت الإشراف المباشر للمخرج التونسي المنصف السويسي عام 1979. ثم تناول بورشيد بالتحليل عددا من مسرحيات الفنان حمد الرميحي، مؤكدا أن مسرحيته “قصة حب طبل وطاره” شكلت ظاهرة جديدة في المسرح القطري خصوصاً والخليجي عموماً، لما تحمله من معالجة درامية عميقة للثنائية الأزلية (الرجل والمرأة). ومن جانبه قدم الفنان يوسف حمدان ورقة بعنوان “حمد الرميحي.. أفق الحب والحرية في مسرحنا الخليجي”، ذكر فيها أن الرميحي يشكل في علاقته مع المسرح حالة عصية وإشكالية، يصعب الاقتراب منها في سرده الحكواتي الشخصي لها، ويصعب التّماس معها حين تخرج من حيز الحكواتي الشعبي البسيط، معتبرا أن تجربة الرميحي لم تنصف نقدياً. وفي تعقيبه على المداخلة، أشار الفنان موسى زينل إلى أن حمد الرميحي فنان متجدد لم يقف عند لون معين، وبذلك يوجد في كل عمل من أعماله ملمح جديد في الشكل والمضمون. وفي السياق نفسه، اقترح الفنان المصري نور الشريف إنجاز توثيق بصري دقيق حول أسلوب إخراج حمد الرميحي لأعماله، حتى يكون مرجعا للباحثين والمهتمين. ووصفت الباحثة المغربية لطيفة بلخير المبدع الرميحي بالكاتب الإشكالي الذي لا يقبل المهادنة، أما الفنان سيار الكواري فقال إن للرميحي أسلوبه المميز وإنه حساس ورقيق في كتاباته وفي تعامله مع الممثلين.