أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث على أن الابداع الحقيقي هو الذي يخلد ذكرى صاحبه، مشيراً إلى أن أعمال الفنان التشكيلي الراحل جاسم زيني نجحت في تخليد اسمه كمؤسس ورائد للحركة الفنية التشكيلية في دولة قطر. وأضاف سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في كلمه له ألقاها خلال حفل اطلاق اسم الفنان الراحل جاسم زيني على قاعة الأنشطة الرئيسية بوزارة الثقافة والفنون والتراث اليوم، أن الوزارة اتخذت هذه الخطوة تقديرا منها للعطاء الفني للراحل زيني وتخليداً لمسيرته الفنية "الرائدة" في مجال الفن التشكيلي على الساحة القطرية والعربية. ونوه سعادته إلى أهمية تقدير وتكريم الدولة لفنانيها ومبدعيها سواء الراحلين أو المعاصرين، والذي يمثل رسالة حب وتشجيع من الوطن لمواطنيه العاملين على خدمته، مشددا في هذا الصدد على أن التكريم والتقدير هو "سمة قطر" لايمان قيادتها الحكيمة بالوفاء  لرجالها من مختلف المجالات الذين ساهموا في بناء الوطن وعملوا على رفعة شأنه. وقال وزير الثقافة والفنون والتراث " لقد فقدت قطر واحدا من رجال الثقافة البارزين على ساحتها الفنية والذين كان لهم تأثيراً كبيراً على جيل من الفنانين تعلم وتأثر من ابداع الراحل زيني"، مشيرا إلى أن غزارة الانتاج الفني والابداعي ولوحات الفنان جاسم ستخلده في وجدان كل فنان ومواطن وستبقيه حيا، وإن رحل عنا جسمانياً. ولفت سعادة الدكتور الكواري في معرض حديثه عن الفنان زيني أنه كان مرتبطاً ارتباطاً كبيراً بتاريخ هذا البلد، حيث عكست لوحاته الفنية حبه وتقديره لكل ما له علاقة بالبيئة القطرية، موضحاً أن أعمال زيني الفنية تأثرت بشكل كبير بالفن الشعبي المحلي والعادات والتقاليد القطرية والخليجية. واعتبر سعادته أن معاصرة الفنان لمراحل التطور الكثيرة التي شهدتها البلاد كان له الأثر الأكبر على تأثر رحلته الفنية بمراحلها المتنوعة بهذا التطور، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن لوحات زيني  هي بمثابة "موسوعة فنية" جسد خلالها الفنان تاريخ وثقافة قطر البحرية والبرية، كما أنه كرس فنه لتخليد رجال قطر الكبار سواء الشعراء أو الفنانيين أو النواخذة لتصبح بذلك هذه اللوحات أرشيفاً وجزءاً من تاريخ دولة قطر. وأضاف "لم يكن جاسم زيني مرتبطاً بوطنه فحسب، بل كان أيضاً مهموماً بأمور أمته العربية كافة، وكان له حساسية شديدة حيال ما تواجهه الأمة العربية من أزمات وكوارث"، حيث رسمت ريشته الفنية مشاعر الوطن العربي في وقت الانتصارات والفرح وكذلك في وقت الحزن والأزمات. وشدد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث على أن اطلاق اسم الراحل جاسم زيني على قاعة الأنشطة الرئيسية بالوزارة ما هو إلا تقدير من وزارة الثقافة لما قدمه زيني للفن القطري وللأجيال القادمة، "وحتى يتكرر اسمه على لسان الحاضرين في أنشطة الوزارة وتبقى ذكراه في قلوبنا أبد الدهر". وقام سعادة الوزير في نهاية الحفل بتكريم د. محمد جاسم زيني، نجل الفنان الراحل، ثم قام سعادته بجولة في المعرض الذي خصص لعرض بعض من لوحات زيني والأدوات الفنية التي استخدمها الراحل في أعماله الفنية. كما تضمن الحفل عرضا لفيلم تسجيلي عن حياة الفنان جاسم زيني، وألبوماً كبيراً ضم انتاجه الابداعي خلال رحلته الفنية.