في مجموعة أعمال فنّيّة أنجزها بإبداعٍ يحمل هويّة وطابعاً خاصّين، يبرز الفنّان التشكيليّ محمد عبداللطيف كانوا أهمّيّة الحنّاء كقيمة تراثيّة وجماليّة لها خصوصيّة ارتبطت بالجذور والتراث الأصيل. إبداع اليد على اليد جاء تعبيراً حضاريّاً عن الموروث الشعبيّ بقالب عصريّ وإتقانٍ عالٍ، فالرسم بالحنّاء انعكاسٌ لثقافة اعتادت أن تحافظ عليها أيادي أمّهاتنا وجدّاتنا بطريقتهنّ التقليديّة، لتنتقل إلى أيادي أخواتنا وبناتنا بطرق ابتكرها مبدعون ومبدعات من أبناء وطننا العربيّ الذين اعتادوا إبراز تراثهم الجميل بأشكال تتوافق وتطوّر الزمن وتقنياته. في أعمال الفنّان كانو تحمل اليد قيمة العراقة والأصالة والهوية الإماراتية الخالصة، إضافة إلى الفنّ الإسلاميّ الذي يبدو جليّاً من خلال أشكال استخدمها راسماً بالحنّاء الزهور بأشكالها المختلفة، أو العناقيد المتدلية عن عرائشها، أو النجوم السابحة في فضاءات لونية أو الأهلة في سعيها إلى الأعلى كمرجعية زمنية مكانية معاً. يبدو جلياً لنا أن الفنان محمد كانو يملأ مساحة الكف بمزيج رائع من الرسوم بالخطوط والأشكال الهندسية الأقرب إلى "كودات" كمبيوترية لا تكاد تراها العين المجردة، ولكنها هنا "كودات" فنية عالية التصميم والإبداع.