تحرّك اليهود حول العالم لمنع خطة وضعها قسم الأرشيف الوطني الأميركي الخاضع لسلطة حكومة أوباما تهدف إلى تسليم الحكومة العراقية آلاف القطع التي لا تقدر بثمن ومنها كتب توراة قديمة وجدت في عهدة صدام حسين. ووجدت القطع التاريخية التي أطلق عليها اسم الأرشيف العراقي اليهودي، في الأقبية الرطبة في مراكز الشرطة السرية التابعة للرئيس السابق صدام حسين، بعد دخول الجنود الأميركيين إليها في 2003. ويعتبر اليهود هذه القطع التي تضم كتباً وسجلات مدرسية وإصدارات نادرة للتلمود، تراثهم ويرفضون تسليمها إلى العراق لعدم وجود أي يهوديّ فيه. ووضعتها الولايات المتحدة في عهدتها واعدة بأنّ تعيدها لاحقاً. وكتبت جريدة "جاي ويكلي JWeekly" التي تساند اليهود منذ 1896 ومركزها في كارولاينا الشمالية، أنّ الحكومة العراقية احتفظت بهذه التحف في تلك الحقبة "فيما قد عملت الأنظمة العراقية المتعاقبة على ممر العقود على تدمير المجتمع اليهودي المتواجد هناك منذ 2500 عام، ووضع اليد على ممتلكاته حتى آخر كتاب صلاة أو نسخة من التوراة". ويعتقد اليهود أنّ العراق هو أرض إبرهيم النبي وهو مصدر نبؤة نينوى وهناك حكم نبوخذ نصر بقبضة من حديد. ونشرت جريدة "نيويورك تايمز" منذ أعوام تقريراً يشير إلى أن عدد سكان العراق من اليهود بلغ حوالي 130.000 منذ 50 عاماً، أما اليوم فلم يبقَ أي حد منهم. ويُقال أنه في عشرينيات القرن الماضي، كان 40% من سكان بغداد يهود. ونشر موقع "IraqiJewishArchives.org" تقريراً في 6 أيار/مايو 2003، أي بعد أيام قليلة على سيطرة قوات التحالف على بغداد أنّ "16 جندياً أميركياً دخلوا إلى مبنى الاستخبارات التابعة لصدام حسين. وفي الأقبية، تحت متر من الماء، وجدوا 2700 كتاب وعشرات آلاف المستندات بالعبرية والعربية اليهودية والإنكليزية العائدة إلى اليهود العراقيين والمأخوذة من الكنيسات والجمعيات اليهودية في بغداد. نُقل الأرشيف العراقي اليهودي إلى الولايات المتحدة ليتم حفظه وعرضه على أن تعيده الأخيرة إلى العراق بعد عرضه". وذكر التقرير أنّ الولايات المتحدة أنفقت حوالي 3 ملايين دولار لإعادة تأهيل المستندات ومنها إنجيل عبري وتفسيره يعودان إلى العام 1568 وتلمود بابلي يعود إلى العام 1793 ولفافة توراة من كتاب التكوين (واحد من الكتب الثمانية والأربعين المؤلفة للتوراة) وكتاب زوهار من العام 1815. وكان من المقرر عرض هذه القطع وغيرها في 11 تشرين الأول/أكتوبر في واشنطن.