بغداد – نجلاء الطائي
أثارت ظاهرة هدم البيوت التراثية في بغداد وتحويلها إلى مبان تجارية وبيوت حديثة الطراز، استياء المواطنين الذين طالبوا الحكومة المحلية بوضع حد للعمليات التي تطال تلك البيوت التراثية. (العراق يبني فوق أثاره) ربما لا يعرف هؤلاء العمال من قائل هذا المثل الانكليزي أو قد لا يعرفون أساساً ما كان موجودًا على أرض هذه الدار الجديدة، فالبيوت التي كانت تمثل وجه بغداد الحضاري والأثري باتت تتعرض اليوم إلى حملة هدم منظمة. ويُشار إلى أن قلة التخصيصات المقدمة لمجلس محافظة بغداد هي السبب وراء عدم الاهتمام وامتلاك هذه البيوت، وعزت أمانة بغداد سبب تفشي هذه الظاهرة إلى تأخر بناء مدن عمودية. وأكدّ نائب رئيس مكتب الإعمار في مجلس محافظة بغداد عطوان العطواني أنّ تطوير المناطق التراثية بداية من ساحة التحرير شارع الرشيد و انتهاءً إلى الميدان، هي كلها أملاك خاصة، وبالتالي مشروع تطوير هذه المناطق الأثرية بحاجة إلى دعم حكومي رسمي كبير وليس بهذه التخصيصات التي تعطى إلى مجلس المحافظة. وأوَّح مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في أمانة بغداد أنّ عدم بناء وحدات سكنية خلال الفترات السابقة في شكل مدن وبناء عامودي تأخر في العراق، لذلك لجأ كثير من الناس اقتطاع القطعة ذاتها وبناءها وحدات متعددة. ويرى معماريون أنّ ظاهرة هدم البيوت الأثرية في بغداد و تحويلها إلى مبانٍ تجارية وبيوت ذات طراز معماري أمرٌ لا يتناسب مع اسم وتاريخ هذه المدينة، مؤكدين أنها محاولة لطمس الجانب التراثي للمدينة بقصد أو دون قصد، سيما بعد بقاء 600 بيت فقط بعد أنّ كانت 1300 بيت أثري في العاصمة بغداد.