رحل الفنَّان المسرحي الرَّائد أسعد عبد الرزاق، السَّبت، عن عمر 90 عامًا، ونعتته الأوساط الفنيَّة شيخ الفنَّانين أسعد عبد الرزاق، الذي تم تكريمه قبل أيَّام في مهرجان المسرح الدَّولي، ضمن مهرجان بغداد عاصمة الثقافة، لمسيرته الطَّويلة والرَّائدة في خدمة المسرح العراقي. ويعد الفنَّان الرَّاحل عبد الرزاق أحد الفنانين العراقيين المخضرمين. وهو من مواليد بغداد عام 1923، ولقب بـ "شيخ الفنانين"، قدَّم عددًا من الأعمال للمسرح مخرجًا وممثلا. وشارك في العشرات من التمثيليات والمسلسلات التلفزيونية. وكذلك الأفلام السينمائية. تولى عبد الرزاق منصب عميد معهد الفنون عام 1961. وفي عام 1971، أصبح عميدًا لكلية الفنون الجميلة. وعلى مدى 17 عامًا من عمادته للكلية، نجح عبد الرزاق في استحداث وتأسيس عددٍ من الأقسام في الكلية التي كانت تتكون من  قسمين و150 طالبًا. وأحيل إلى التقاعد عام 1988. بدأ الفنان أسعد عبد الرزاق التمثيل حينما كان طفلا، اصطحبه أخاه الأكبر ليشاركه ومجموعة من الهواة في تقديم عمل مسرحي. ولكن في العام 1939، أعلن الفنان حقي الشبلي عن طلب ممثلين للمسرح العراقي. فرشحه أحد زملائه في المدرسة المتوسطة. وفعلا تقدم للمشاركة وأعطاه الشبلي دور البطولة في مسرحية "الصحراء"، التي قدموها ضمن النشاط المدرسي لوزارة المعارف حينذاك. وبعد تأسيس معهد الفنون عام 1940، دعاه الفنان الشبلي للدراسة في المعهد، لكنه أبدى له رغبته في إكمال دراسته الثانوية. وفعلا أكمل دراسته والتحق بكلية الحقوق وانضم في ذلك الوقت إلى مجموعة "جبر الخواطر" التي شكلها الفنان يوسف العاني الذي كان طالبًا في كلية الحقوق أيضًا. وقدموا من خلال الفرقة عددًا من الأعمال بعضها كان عبارة عن مقاطع وفصول هزلية. لكن هاجس التمثيل بقي في داخله، فسارع إلى الالتحاق بالدراسة المسائية في معهد الفنون الجميلة. بعد تخرجه من الحقوق، عمل في هذا الحقل لفترة وجيزة ثم عين مدرسًا في معهد الفنون لتدريس مادة التمثيل. ثم أتيحت له فرصة الدراسة في روما التي عاد منها عام 1958 بعد حصوله على الماجستير. أسس مع الفنان الراحل وجيه عبد الغني فرقة 14 تموز/ يوليو عام 1959 بمشاركة الفنانين فوزي مهدي وصادق علي شاهين. وكانت واحدة من أهم الفرق في بغداد إلى جانب فرقة المسرح الفني الحديث التي أسسها الفنانين ابراهيم جلال ويوسف العاني. وقدموا عددًا كبيرًا من العروض وبعضها مازال عالقًا بذاكرة المشاهد، مثل مسرحية "الدبخانة" التي أخرجها أسعد عبد الرزاق، والتي عرضت للمرة الأولى عام 1960 ولقيت شهرة واسعة. وكذلك مسرحية "كملت السبحة" و"إيدك بالدهن" و"جزه وخروف" و"جفجير البلد" وغيرها، والتي كان مخرجا لأغلبها. ومن الأفلام السينمائية التي قدمها، فيلم "الجابي 1968" وهي البطولة السينمائية الأولى له على الساحة السينمائية، والذي أخرجه الراحل جعفر علي، وتوالت أعماله السينمائية، بعد ذلك في أفلام "سنوات العمر" للمخرج الراحل جعفر علي، وفيلم "النهر 1977" للمخرج فيصل الياسري، وفيلم "الفارس والجبل" للمخرج محمد شكري جميل.