يحتفل سكان عروس الطاسيلي جانت بولاية إيليزي هذا الخميس بالعيد التقليدي السنوي "سبيبا" الذي يعتبر البطاقة التعريفية لسكان الأزجر عموما في أجواء ميزيتها القصيدة الهادفة والكلمات العذبة التي تعكس بكل عمق الزخم التراثي الذي تكتنزه هذه المنطقة. وقد عاش سكان جانت وضيوفها القادمين من مختلف ولايات الوطن أجواء بهيجة في احتفالات متواصلة منذ الفاتح من شهر محرم بكل من القصرين المرتبطين بإحياء "سبيبا" وهما قصر "الميهان" و"زلواز" فيما يعرف محليا "بتمولاوين" وذلك تحضيرا ليوم "سبيبا" الأكبر الذي تحتضنه عادة ساحة "دوغيا" والذي يصطلح عليه "بتللين" . وتتمثل طقوس هذه المناسبة التقليدية في التقاء سكان القصرين في أجواء إحتفالية تميزها القصيدة أو ما يعرف محليا ب"تيسواي" والمستمدة من الحياة اليومية لسكان القصرين والمتنوعة بين المدح والهجاء والتي ترددها النسوة ويتجاوب معها الرجال في لوحة فسيفسائية يطبعها الزي التقليدي المستمد من الحقب الزمنية المختلفة. ويعد الإحتفال بعيد "سبيبا" تعبيرا عن ابتهاج أهالي المنطقة بهلاك فرعون حاكم مصر القديمة مما دعاهم للإحتفال بهذه المناسبة حسب الأساطير المتداولة محليا حيث يتوارث السكان المحلين إحياء هذا العيد أبا عن جد رغم المتغيرات التي تفرضها العولمة ولكنهم لا زالوا متشبثين بهذا المورث الثقافي المادي واللامادي للمنطقة والذي يعد الهوية الحقيقية لهم . ويتجلى تقليد الصغار للكبار في هذه المناسبة العريقة في لباسهم وحركاتهم وإيحاءاتهم وهي دليل على أن "سبيبا" ستظل راسخة في سجل المناسبات التقليدية بالمنطقة. وبذات المناسبة نظمت جمعية "تساجيت السياحية والثقافية لحماية التراث" معارض وأمسيات شعرية واستعراضات متنوعة مستمدة من الحقيبة التراثية لمنطقة الطاسيلي آزجر بالإضافة إلى إقامة عروض مختلفة سهرة أمس الأربعاء من قبل فرقة "ألاغ وإيزلمان" و"تاغيت نازجر" وجمعية "قصر تغورفيت السياحية و الثقافية" ." وخلال حفل افتتاح "سبيبا" أمسية أمس الأربعاء تطرق محافظ المهرجان السيد حسين نشيطو إلى الأهمية البالغة التي يكتسيها هذا العيد التقليدي في أوساط سكان جانت ومدى ارتباطهم الوثيق بهذه المناسبة التي تعد واحدة من اللوحات الثقافية والتراثية التي يفتخر بها قاطنو هذه المنطقة.