بدأت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" احتفالاتها باليوم العالمي للفلسفة الحادي عشر والذي يصادف اليوم /الخميس/ الحادي والعشرين من نوفمبر ويتيح الاحتفال فرصة تنظيم فعاليات متنّوعة في جميع القارات تحت عنوان "مجتمعات جامعة وكوكب مستدام" بهدف تبادل عدد كبير من الأفكار والتجارب والخبرات، في جو من الاحترام الكامل للتنوع الثقافي. ويتضمن احتفال اليونسكو بهذا اليوم والذي يُنظَّم غداة اختتام الدورة الـ 37 للمؤتمر العام لليونسكو، مجموعة من الفعاليات منها ما تم اليوم /الخميس/ من عقد مائدة مستديرة في مقرّ اليونسكو في باريس بعنوان "مجتمعات حاضنة وكوكب مستدام"، بمشاركة فلاسفة ومفكّرين ذائعي الصيت على الصعيد الدولي، من بينهم السيدة تانيلا بوني (كوت ديفوار)، والسيدة إيوانا كوسورادي (تركيا)، والسيد إيف شارل زرقا (فرنسا). كما تعقد مائدة مستديرة أخرى يديرها علي بن مخلوف (المغرب)، أستاذ الفلسفة العربية في جامعة فال دو مارن- باريس-شمال كريتاي (فرنسا)، وسيتطرق الاجتماع إلى موضوع تُركِّز عليه المناقشات العامة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما ضمن مجموعة الأمم المتحدة، ألا وهو أوجه اللامساواة المتزايدة بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة في عدد كبير من البلدان وفي ما بين البلدان والتنمية المستدامة. وفي الواقع، وناقش المشاركون في اجتماع المائدة المستديرة مفاهيم العدالة الاجتماعية، والتضامن، والاستبعاد والاندماج في مختلف المجتمعات، ومسائل مرتبطة بسرعة تأثُّر مجموعات مختلفة من الأشخاص، ولا سيما النساء، والأطفال، والشباب، والمعوّقون، والأقليات، والشعوب الأصلية، والمهاجرون، واللاجئون، والفقراء، بالإضافة إلى علاقة هذه المسائل بالتنمية المستدامة. كما يتساءل المشاركون حول وجود مبادئ أخلاقية يتعيّن أخذها في الاعتبار في السياسات العامة الرامية إلى مكافحة الاستبعاد وبناء مجتمعات جامعة، و"كيف يمكن للفلسفة الإسهام في تحديدها؟". وسيستضيف مقرّ اليونسكو، في 26 و27 / نوفمبر الجاري ضمن احتفالها باليوم العالمي للفلسفة، عددا كبيرا من الفعاليات، وحلقات العمل، واجتماعات المائدة المستديرة، والمؤتمرات، والمعارض أو المقاهي الفلسفية، في إطار اليوم العالمي للفلسفة 2013، منها مائدة مستديرة بعنوان "التفكير في عصر الأنثروبوسين أو العصر الجيولوجي البشري"، وستناقش من الناحية الفلسفية والأخلاقية، المسائل المرتبطة بالدور الجديد للكائنات البشرية بوصفها "قوى طبيعية" دفعت الأرض نحو حقبة جيولوجية جديدة، وذلك بمشاركة فلاسفة لهم مؤلفات كثيرة حول "عصر الأنثروبوسين أو العصر الجيولوجي البشري"، ولا سيما كليف هاملتون (أستراليا) وكريستوف بونوي (فرنسا). وسيتم افتتاح معرض للفنون المعاصرة أعدّته رابطة "الائتلاف من أجل الفنون والتنمية المستدامة" الفرنسية خصيصا من أجل اليوم العالمي للفلسفة بعنوان "التكيّف مع عصر الأنثروبوسين أو العصر الجيولوجي البشري" خلال الفترة من 25 إلى 29 /نوفمبر الجاري، ويسلط الضوء على عدد كبير من المشاريع الفنية التي تتطرّق إلى المخاطر البيئية والاجتماعية الحالية الكبرى وتُسهم في بروز ثقافة جديدة على صعيد الطبيعة والإيكولوجيا. ويستضيف مقرّ اليونسكو أيضا، في 26 و27 /نوفمبر الاجتماعات الدولية الـ13 بشأن الممارسات الفلسفية الجديدة. وهذه الاجتماعات التي تنظمها رابطة "فيلولاب" الفرنسية وعدد كبير من الشركاء الآخرين، بالتعاون مع قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو، ستتيح استكشاف ممارسات فلسفية جديدة في المدرسة وفي المدينة، ووضعها في الوقت نفسه حيّز النفاذ. وفي الختام، سيقوم اجتماع دولي بعنوان "بول ريكور: أخلاقيات المعرفة"، ينظمه صندوق بول ريكور بالتعاون مع قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية، بتكريم أحد أكبر الفلاسفة الفرنسيين في القرن العشرين بمناسبة الذكرى المئوية لولادته، وذلك بمشاركة فلاسفة كبار متخصصين في أعمال ريكور، وهم: بياتريس كونتريراس تاسو (شيلي)، وأندريه دواميل (كندا)، وبيتر كيمب (دنمارك)، وكلير مارين (فرنسا). ويوم الفلسفة حدث تحتفل به اليونسكو كل سنة، اعتباراً من عام 2002، في ثالث يوم خميس من شهر نوفمبر في مقر اليونسكو في باريس وفي المدن الأخرى حول العالم أيضاً، ويهدف إلى تعزيز ثقافة دولية بشأن النقاش الفلسفي مع الاحترام للتنوع ولكرامة الإنسان. يقوم هذا اليوم على تشجع التبادل الأكاديمي وعلى تسليط الضوء على مساهمة المعرفة الفلسفية في معالجة القضايا العالمية. وقدمت اليونسكو اليوم العالمي للفلسفة في عام 2002 لتكريم التفكير الفلسفي في جميع أنحاء العالم عن طريق فتح مساحات متاحة وحرة، والهدف من هذا هو تشجيع الناس في جميع أنحاء العالم على تبادل التراث الفلسفي مع بعضهم البعض وفتح عقولهم لأفكار جديدة، وتشجيع التحليلات والبحوث والدراسات الفلسفية لأهم القضايا المعاصرة من أجل الاستجابة على خير وجه للتحديات المطروحة اليوم على البشرية.