بغداد - نجلاء الطائي
توافد العشرات من المسيحيين، الجمعة، إلى مدينة "أور" الأثرية في ذي قار، للاحتفال بـ"نهاية السنة الإيمانية"، وفيما عدّت حكومة المحافظة المحلية الاحتفالية "منطلقًا لتشجيع السياحة الدينية والآثارية"، أكّدت أنها تنتظر وصول وفد من الفاتيكان، مطلع العام المقبل، لإقامة صلوات دينية في المحافظة. وأوضح ممثل الأسقفية الكلدانية في جنوب العراق عماد عزيز البنا أن "أكثر من 150 مسيحيًا قدموا إلى البصرة وميسان، لإقامة الصلوات في بيت النبي إبراهيم، في مدينة أور الأثرية". وبيّن البنا أن "هذا الحشد وإداء طقوس الحج، سوف يكون بمناسبة انتهاء السنة الإيمانية لدى المسيحيين، وسوف تكون هناك صلوات جماعية في حضور مسؤولين عراقيين". وشهدت الاحتفالية حضورًا رسميًا وشعبيًا كبيرًا، حيث رحب محافظ ذي قار يحيى الناصري بالحاضرين، والذين كان منهم رجال دين مسلمون وصابئة، إلى جانب رجال دين مسيحيين وعدد من الراهبات. وأكّد الناصري أن "هذه الاحتفالية هي منطلق لتفويج الحجيج من مختلف دول العالم، بغية حج بيت النبي إبراهيم، وزيارة مدينة أور الأثرية". وتابع الناصري "لقد استقبلنا الوفد المسيحي الكبير، والذي ضم فضلاً عن رجال الدين المسيحيين والراهبات، عضو مجلس النواب محمد مهدي الناصري، ورئيسة لجنة السياحة والأثار في مجلس المحافظة منى الغرابي". وأشار الناصري إلى أن "أور تضم 1200 موقعًا أثريًا تعود إلى حقب تاريخية مختلفة"، لافتًا إلى أن "الحكومة أعدت مشروعًا لإحياء المدينة، وتأمين البنى التحتية، بغية إنعاش السياحة الدينية والآثارية"، موضحًا أن "هذا المشروع حصل على الموافقات الأولية من مجلس الوزراء، إلى جانب تحصيل 600 مليار دينار ضمن موازنة العام المقبل لتنفيذه". وأكّد الناصري أن "ذي قار تنتظر وصول وفد من الفاتيكان مطلع العام المقبل، يضم 30 شخصية دينية من الأساقفة، بغية إقامة صلوات دينية في المحافظة". يذكر أن عدد المسيحيين في العراق قد انخفض، بعد حرب 2003، بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق، وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، لاسيما في نينوى وبغداد وكركوك. وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1% من السكان في العراق، وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات، وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.