دبي - وام
اختتمت بعثة جائزة "حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي" برئاسة أمينها العام علي خليفة بن ثالث رحلتها إلى المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين في منطقة مريجيب الفهود بالقرب من محافظة الزرقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي تشرف عليه هيئة الهلال الأحمر الإماراتية بالتعاون مع السلطات الأردنية. هدفت الرحلة التي جاءت في لفتة إنسانية كريمة وبتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي راعي الجائزة وتم تنظيمها بالتعاون مع الهلال الأحمر إلى التخفيف من معاناة ساكني المخيم من الأُسَر النازحة من سوريا جراء الأوضاع السياسية والأمنية هناك لاسيما الأطفال الذين يُقدر عددهم بنحو 500 طفل يعيشون مع أسرهم في المخيم. وفي ضوء توجيهات سمو ولي عهد دبي قامت الجائزة بتخصيص عدد من كاميرات التصوير الفوتوغرافي بهدف الترويح عن الأطفال بطريقة مبتكرة وغير تقليدية عبر تعريفهم بثقافة وأصول التصوير وتدريبهم على كيفية استخدام الكاميرا وأساسيات التصوير .. وقد تم اختيار عدد من المتميزين دراسياً وبالتنسيق مع مشرفيهم وإدارة المخيم للاستفادة من هذه الجزئية وتشجيعهم على استخدام تلك الكاميرات في التقاط صور يظهرون من خلالها ما تعلموه من قواعد خلال هذه الفترة القصيرة بالإضافة إلى تخصيص آلاف الهدايا العينية شملت الأطفال وذويهم. من جانبه أعرب علي بن ثالث عن دهشته من ردة فعل الأطفال تجاه المبادرة مشيرا إلى أن إدارة الجائزة حينما اختارت هذه الطريقة التثقيفية الترفيهية للأطفال توقعت وتمنت أن تحظى بقبول ورضا أكبر عدد منهم لكن ما حدث جاء أكثر من التوقعات. وأضاف قائلا : لقد لمسنا رغبة كبيرة لدى الأطفال في التعلم وكسب مزيد من المعارف التي ربما كانوا يتمنون أن يحظوا بها في أحوال أفضل من ظروفهم الإنسانية الصعبة الحالية ..وقد كانت سعادتهم بتسلمهم كاميرات التصوير غامرة حيث شارك العديد منهم في ورشة العمل بإيجابية بالغة وطرحوا عددا من الأسئلة نمت عن معرفة لدى بعضهم بقليل من أساسيات التصوير والبعض الآخر أحب الفكرة وتلهف لتسلم الكاميرات وشرعوا فورا بتطبيق ما تلقوه في ورش العمل". وأشاد علي بن ثالث بالدور الكبير الذي قام به المعنيون بالمخيم على رأسهم هادي حمد الكعبي مدير المخيم الذي رافق وفد الجائزة خلال مختلف مراحل الزيارة وأوعز لكافة العاملين بتسهيل مهام أعضاء الوفد بأدق تفاصيلها . وأكد بن ثالث أن الإدارة الإماراتية الفعالة اتضحت آثارها من خلال التعامل الإنساني الرفيع الذي تنتهجه مع سكان المخيم والنابع من منظومة القيم السامية التي أسس لها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعمل على ترسيخها من بعده خير خلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وإخوانه حكام الإمارات وشيوخها الكرام. بدوره توجه هادي حمد الكعبي بالشكر الجزيل إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على هذه اللفتة والمبادرة الكريمة مؤكدا أنها ليست غريبة على قادة الإمارات وشيوخها الذين عبروا عن وقوف الدولة إلى جانب الأشقاء السوريين في محنتهم بصور شتى من أهمها توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة بإقامة مخيم للاجئين بإدارة إماراتية خالصة وبالتعاون مع السلطات الأردنية بهدف إيواء الأسر السورية التي أجبرت على هجر ديارها والنزوح إلى الأراضي الأردنية. وعن زيارة وفد الجائزة قال الكعبي : "هي لفتة جميلة ومبادرة كريمة من رجل نبيل عهدناه دائما وأبدا رجل مواقف" ..كما أثنى على فكرة إقامة ورش عمل للتصوير معربا عن سعادته بما رآه من تفاعل للأطفال ومؤكدا أن هناك العديد من المساعدات والمعونات الإنسانية التي تصلهم ويتم توزيعها من خلال أفراد الهلال الأحمر المقيمين في المخيم من شباب الإمارات إلا أن هذه المبادرة جاءت مختلفة وأدخلت البهجة إلى قلوب الأطفال وذويهم ..مشيرا إلى أن التفاعل الكبير الذي شهده المخيم أثناء زيارة وفد جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي والذي وصفه بأنه لن ينسى وسيبقى في ذاكرة الأهالي". وأختتم الكعبي حديثه قائلا أن إدارة المخيم ترحب بكل من يرغب في تقديم المساعدة إلى الأُسَر أو للتعرف على ما يوفره المخيم من خدمات تساهم في منح المقيمين فيه قدرا من الشعور بالاطمئنان بفضل دعم وتوجيهات القيادة الحكيمة للدولة ومن ثم جهود شباب الإمارات الذين بادروا إلى تلبية نداء الإنسانية ويقومون بواجبهم على أتم وجه بكل رحابة صدر. وكان لافتا ما بادر به بعض الأطفال وخلال جولة وفد الجائزة في مناطق المخيم المختلفة حيث قدموا لأعضاء الوفد رسومات محبة وعبارات شعرية رغم بساطتها إلا أنها لامست الأفئدة حبا وتقديرا للإمارات وحكامها وشعبها مما كان له الوقع الأجمل خلال هذه الزيارة وكان اللافت أسلوب العمل الذي يتبعه القائمون على المخيم من أبناء الدولة تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من حيث معالجة الأمور الطارئة وتوفير أطقم طبية وتمريضية وكذلك التنظيم المؤسسي للأعمال الأخرى المتعلقة بالإشراف على المخيم وتقسيمه إلى مناطق ذات أرقام مسلسلة يسهل معها عملية المتابعة بالإضافة إلى تعيين أصحاب المهن من أهالي المخيم في أعمال يحصلون من خلالها على رواتب مالية من إدارة المخيم ويجعلهم أفرادا منتجون بصرف النظر عن ظروفهم. وقام وفد الجائزة بتجميع "بطاقات الذاكرة" في اليوم التالي من تسليم الأطفال الكاميرات ليتم جمع أعمالهم واختيار عدد منها لتنظيم معرض لهم في دبي وكذلك طباعة إصدار خاص لهم بالإضافة إلى التقاط صور شخصية لكل الأطفال المشاركين في عملية التصوير ..وكان التفاعل كبيرا في تسليم تلك الأعمال سواء من الأطفال أو حتى من ذويهم الذي شاركوهم تسليم بطاقات الذاكرة وتسلم أخرى بديلة. وكان لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة دور كبير في تسهيل مهمة وفد الجائزة منذ بدء عملية التنسيق لهذه الزيارة من حيث التواصل مع إدارة المخيم وكذلك عمليات الاستقبال والتوديع وايصال الطرود وتوفير المواصلات المؤمنة لأعضاء الوفد من وإلى المخيم والمتابعة المستمرة لكافة الإجراءات التي من شأنها سهلت عمل وفد الجائزة. وبمبدأ الشراكة القائم بين الجائزة ووسائل الإعلام رافق بعثة الجائزة في رحلتها وفد من قناة سما دبي حيث قام بتغطية شاملة لكافة الفعاليات والأنشطة التي قامت بها الجائزة في المخيم ..وسيتم إعداد حلقة خاصة عن هذه الرحلة تعرض على قناة سما دبي بالتنسيق مع إدارة القناة.