ريمس ـ أ ف ب
يسأل المدرس ثلاثة ركاب يجلسون في احدى عربات قطار الساعة 07,43 المتجه الى باريس اتوا لتعلم اللغة الانكليزية "اهلا بكم في القطار هل انتم حاضرون لبدء الدرس؟" هي ليست بقاعة صف اعتيادية بل داخل قطار يقوم برحلة تستغرق 45 دقيقة من مدينة ريمس في قلب منطقة شامبانيه الفرنسية. فشركة السكك الحديد الفرنسية (اس ان سي اف) تظن انها وجدت حلا مناسبا للمسافرين في القطارات يوميا من مدينة الى اخرى للتوجه الى عملهم والذي يحتاجون الى الاطلاع على لغة شكسبير. والبرنامج الاختباري الذي يحمل اسم "الانكليزية على السكة" اطلق في ايلول/سبتمبر على ستة خطوط من منطقة شامبانيه-اردين في شرق فرنسا وهي مركز كبير للمتنقلين يوميا للعمل في العاصمة الفرنسية. ويصعد الى القطار في ريمس في الصباح الباكر فيما عتمة الليل لم تتبد كليا، جيروم الذي يعمل في شركة باريسية وهو من اتباع البرنامج. ويقول جيروم البالغ 29 عاما وهو يجلس لمتابعة الدرس "استخدم الانكليزية طوال الوقت في عملي وبما اني اعود الى منزلي متاخرا من الصعب علي متابعة دروس في هذه اللغة. استغلال فترة الرحلة لتحسين اتقاني للغة يوفر علي الكثير من الوقت". وفيما القطار يسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة عبر الارياف الخضراء يعلق مدرس جيروم الذي تشكل الانكليزية لغته الام الاوراق على نافذة القطار التي يستخدمها كلوح. وخلال الدرس الذي يستمر 45 دقيقة يتم التركيز على الحديث حول مواضيع مختلفة مع استخدام جهاز لوحي موصول الى مكبرات للصوت للسماح بالقيام بتمارين فهم شفهية. ويقول جيروم "مع مجموعة صغيرة كهذه فان الامر بمثابة الحصول على دروس خاصة". وقد التحق جيروم لمتابعة 30 درسا اربع مرات في الاسبوع يدفعها صاحب العمل في اطار برنامج التدريب داخل الشركة. ويضيف "وبما انني واعضاء المجموعة تعرفنا على بعضنا البعض فاننا نقبل اكثر على التكلم بالانكليزية ونحقق تقدما سريعا". فلافي لبوز وهي وكيلة مبيعات في الرابعة والعشرين تجد في البرنامج الجديد علاجا للملل الذي يعاني منه المنتقلين من مدينة الى اخرى للعمل. وتوضح "بدء النهار بالتكلم بالانكليزية محفز جدا. ففي وسائل النقل العام ينتظر الراكب عادة الرحلة لتنتهي". ويطلب اكثر فاكثر من الموظفين الفرنسيين تحدث اللغة الانكليزية. ويوضح كالوم ماكدوغال مدير مؤسسة "سبيك رايت لانغويدج" التي توفر الدروس "حتى لو كان الدرس يستمر 45 دقيقة فقط فان الممارسة المنتظمة للغة تسمح بالتحسن السريع". وفي الوقت الراهن لا تزال هذه الخدمة محدودة مع درس واحد لمجموعة من ستة اشخاص توفر على كل من الخطوط الستة. والبرنامج الذي يتضمن 30 درسا ويكلف 680 يورو يمكن ان يعطى يومين او اربعة او خمسة ايام حتى في الاسبوع. ويؤكد دافيد بواتييه مدير المبيعات في شركة خطوط السكك الحديد في المنطقة ان البرنامج قد يوسع في حال كان ناجحا". ويوضح "لدينا اماكن محدودة لكن ان كان هناك طلب كبير قد ندرس امكانية زيادة دروس على قطارات العودة او توفير حصتين دراستين في القطار نفسه". ويضيف بواتيه "انه برنامج اختباري لمنطقة شامبانيه-اردين وقد يعمم على مناطق اخرى وربما نوفره بلغات اخرى".