تعد قلعة عجلون التاريخية التي تعرف بقلعة صلاح الدين وقلعة الربض أحد المعالم الاثرية المهمة في الأردن وتبعد نحو 75 كيلومترا شمال غرب العاصمة عمان وتستقطب سنويا عشرات الآلاف من السياح. وقال المدير العام لدائرة الاثار العامة الدكتور منذر جمحاوي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا الاثنين ان القلعة استمدت اسمها (قلعة صلاح الدين) نسبة للقائد الاسلامي التاريخي صلاح الدين الايوبي الذي اتخذها نقطة انطلاق لجيوشه المتجهه نحو القدس. واضاف جمحاوي ان القلعة التي ترتفع 1023 مترا عن مستوى سطح البحر شيدها القائد الايوبي عزالدين أسامة بن المنقذ احد القادة البارزين لصلاح الدين الايوبي عام 580 هجرية - 1184 ميلادية حيث اتخذها قاعدة في حملته العسكرية لطرد الصليبيين وذلك لموقعها الاستراتيجي وبنائها الحصين. وذكر ان القلعة كانت تتميز بكونها مرصدا عسكريا ومركزا للمراسلة بالحمام الزاجل وحامية للطرق التجارية بين الأردن وسوريا وفلسطين وكذلك طريق الحج بين الشام والحجاز حيث تشرف على وادي الأردن وسهول حوران من الشمال ومطلة على البحر الميت. واوضح جمحاوي ان القلعة أقيمت بمواجهة حصن (كوكب الهوى) لرصد تحركات الصليبيين وتنقلاتهم آنذاك ومن ثم السيطرة على مناجم الحديد التي اشتهرت بها جبال عجلون. وبين ان القلعة زودت بأبراج مربعة عند زواياها يتكون كل برج من طابقين وبعد معركة حطين أضيف برجان يقعان إلى يمين مدخل القلعة. وقال ان جدران القلعة السميكة تحتوي على فتحات خاصة لاطلاق السهام مشيرا الى ان القلعة محاطة بخندق يبلغ متوسط عرضه (16مترا) ويتراوح عمقه من 12 الى 15 مترا استعمل كفاصل يحول دون الوصول والاقتراب من القلعة. ووصف جمحاوي داخل القلعة بالدهاليز الكثيرة والممرات الضيقة والأدراج المتعرجة إلى جانب القاعات الفسيحة التي كانت منامات للجند وإصطبلات لخيول الأيوبيين علاوة على آبار المياه التي تتسع لآلاف الامتار المكعبة من مياه المطر. ولفت الى ان القلعة تضم متحفا صغيرا تعرض فيه بعض القطع الأثرية التي تم اكتشافها في المنطقة. واشار الى انه تم بناء القلعة على ثلاث مراحل الاولى عام 1184 ميلادية في عهد عز الدين أسامة اما الثانية فعام 1214 ميلادية في عهد الملك العادل بإشراف أيبك بن عبدالله ويبدو ان القلعة تعرضت للانهيار فتجدد بناؤها في زمن السلطان صلاح الدين يوسف الملقب صلاح الدين الثاني كما هو مذكور بالنقش على الجدار الشمالي الشرقي. أما المرحلة الثالثة فكانت عام 1263 ميلادية على يد عزالدين أيبك العلاني الذي عينه الظاهر بيبرس في عجلون بعد غزو المغول للقلعة واحتلالها وتدمير اجزاء منها الذي قام بترميم الأجزاء المدمرة واضافة البرج الجنوبي الغربي. يذكر ان زلزالا مدمرا ضرب القلعة في عامي 1837 و1927 ومازالت دائرة الآثار العامة ووزارة السياحة والآثار تتولى ترميمها وصيانتها وفي عام 1980 تم بناء جسر جديد ليحل مكان الجسر الرافع ليسهل عملية الدخول إلى القلعة.