قالت الممثلة المسرحية سوسن عطاف إنه رغم الظروف الراهنة في سورية فإننا نعمل ونخرج ونمارس أعمالنا وهواياتنا ومستمرون بالحياة والحب فالعروض المتتالية والمتواصلة للمسرح القومي والنشاطات الثقافية المتتالية في محافظة اللاذقية تبرهن أن الشعب السوري "جبار وصامد ويحب الحياة ويناضل من أجل أرضه ومستقبله ومستقبل أطفاله وأحلامهم" ونحن من خلال مواصلتنا لعملنا اليومي نثبت للعالم أننا بخير. وتستمد تجربة عطاف أهميتها من تنوعها على أكثر من مستوى ابداعي وخاصة أنها تعمل في مجال التمثيل وتصميم الرقصات والإخراج وسواها من الأعمال الإبداعية المتميزة ما يعطي لخبرتها الفنية عمقا ازداد اتساعا من خلال عملها في دائرة المسرح المدرسي الأمر الذي اكسبها مزيدا من الاطلاع واتاح لها فرصة الكشف عن المواهب اليافعة وتزويدها بالمعرفة الفنية اللازمة لانطلاقتها. وعن بداياتها أوضحت عطاف في حديث لـ سانا أنها بدأت العمل بالمسرح الجامعي حيث كانت من مؤسسي فرقة المسرح الجامعي التي صار عمرها اليوم 22 عاما وفيها قدمت أول عمل باسم العين إخراج حنا يوسف حيث لعبت دورا في المسرحية اضافة إلى قيامها بتصميم الرقصات وتوالت الأعمال إلى أن انتسبت للمسرح القومي عام 1992 وقدمت فيه أيضا عملا بعنوان "موت موظف" ومسرحية نزهة في الجبهة كما شاركت في عمل العائلة توت لنقابة الفنانين اخراج حسين عباس واعترافات زوجية للمسرح القومي إخراج سليمان شريبه. وأشارت إلى أن تجربتها اغتنت من خلال عملها كمساعد مخرج مع الفنان الكبير نضال سيجري في نيكاتيف وهو عبارة عن مجموعة مونولوجات لاشخاص كل شخص له قصته الخاصة مبينة أن أغلب الأعمال التي شاركت فيها عرضت في جميع المحافظات السورية وبعضها عرض خارج سورية ولاقت اقبالا وترحيبا واسعا. وحول تصميم الرقصات أشارت الفنانة إلى أنها أحبت هذا الفن منذ صغرها فهي عندما تسمع أغنية أو موسيقا معينة كانت تقوم بتخيل حركات ورقصات محددة لها. وأضافت أنها اتبعت دورة لمدة شهر فنون شعبية ورقص وذلك بحكم عملها في دائرة المسرح المدرسي بمديرية التربية وبعدها شكلت فرقة للرقص الشعبي حيث شاركت هذه الفرقة بمهرجان العاديات الذي كانت تنظمه جمعية العاديات في جبلة وكان مهرجانا متميزا يشارك فيه مثقفون من مختلف المحافظات السورية ومن العالم . وبينت عطاف أنها بحكم عملها في دائرة المسرح المدرسي فانها تذهب للمدارس وتقوم بجولات لاكتشاف مواهب جديدة ورعايتها وصقلها باطارها الصحيح لافتة الى أن عملها يشمل مدارس المدينة فقط ولا يشمل اطفال الريف الذين يعانون من تقصير واهمال في جوانب عديدة . وأكدت ضرورة الاهتمام بالمواهب واكتشافها ورعايتها إلى جانب تفعيل المراكز الثقافية الريفية عبر تقديم العروض والأعمال المسرحية والفنية وغيرها في هذه المراكز ليتمكن اطفال وشباب الريف من مشاهدتها ومواكبة الحركة الفنية والمسرحية في المحافظة بالاضافة الى تفعيل المواد الفنية في المدارس لاكتشاف مواهب الأطفال منذ نعومة اظفارهم وعدم إهمال هذه الحصص وانما استثمارها بتعليم الاطفال مبادئ أساسية في الرسم والموسيقا واكتشاف الخامات الجيدة. وعن المشهد المسرحي في سورية بينت أن سورية من الدول العربية الرائدة في مجال المسرح بالإضافة إلى مصر وتونس لكنها اشارت إلى أن الاهتمام بالمسرح والمسرحيين اقل في اللاذقية رغم أنها محافظة منتجة بكثافة وبنوعية ممتازة للاعمال المسرحية كما أن أغلب المسرحيات التي انتجت في المحافظة عرضت خارج سورية ولاقت اقبالا واعجابا. وللممثلة عطاف أعمال أخرى عديدة منها مسرحية اكتشافات المأخوذة عن نص روماني اسمه حمام روماني إعداد واخراج سليمان شريبه ومسرحية العريس الوحشي إخراج هاشم غزال وعملت فيها مخرجا مساعدا كما شاركت في مسرحية سندريلا للأطفال ومسرحية سعيد السعداء إخراج لؤي شانا وفي مدينة الغرائب والعجائب وكارت الاوغاريتي وحفرة وجلجامش والعملين الاخيرين لاتحاد الطلبة بالإضافة إلى مسرحية بعنوان وهو المطلوب لنقابة الفنانين من إخراج حسام قعقاع.