دمشق - سانا
لأن قراءة الكتب تؤثر على نمو الطفل وتطوير قاعدته اللغوية والمعرفية وصوغ أنماط تفكيره ولأن البناء الأساسي لإنسان سليم يبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة تضافرت جهود وزارتي التربية والثقافة والمركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة لإقامة الفعالية الأولى لليوم الوطني للتشجيع على القراءة. وتضمنت الفعاليات أمس إقامة ورشات عمل تشمل معرضا لكتاب الطفل يضم مجموعة كبيرة من القصص من مكتبة المركز ومطبوعات وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العامة السورية للكتاب بالإضافة إلى حكواتي روى حكايات من التراث العربي والعالمي باستخدام الدمى فضلا عن كتابة حكاية وقراءة تفاعلية لقصص الأطفال يقوم الأطفال بتغيير مسار أحداثها ونهاياتها من خلال الرسم وحكايات الجدة ومسرح خيال الظل كراكوز وعواظ. كما عرض خلال الفعالية فيلم وثائقي عن تجربة المركز في مشروع التشجيع على القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة وإقامة معرض لرسوم أطفال الرياض التي يشرف عليها المركز إضافة إلى ورشة لبعض أمناء مكتبات الطفل في المراكز الثقافية بدمشق وريفها ومدارس الحلقة الأولى بهدف الاستفادة من تطبيق الفعاليات في مراكزهم. الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بينت أهمية القراءة لدى الأطفال مشيرة إلى أن هذا النشاط تم بفعل توحيد جهود وزارتي الثقافة والتربية بهدف خدمة الطفولة والأطفال. وأشارت مشوح إلى أن الهدف من هذه النشاطات هو تثقيفي قبل أن يكون ترفيهيا ولكنه وضع بقالب ترفيهي بغرض سهولة إيصال الفكرة وعدم تنفير الطفل معتبرة أن كل أسلوب مباشر هو منفر للأطفال وبالتالي هذه الأنشطة ضرورية وستكون تحفيزية على القراءة وحب الاطلاع والإصغاء والمشاركة وتبادل الرأي واحترام الآخر. ولفتت إلى وجود مجموعة كاملة من الخطوات ضمن استراتيجية بناء الفكر والإنسان منها التشجيع على القراءة مشيرة إلى وجود أذرع تعمل في كل مكان لتحقيق هذا الهدف منها مديرية ثقافة الطفل التي تنشط في رياض الأطفال والمدارس اضافة الى التعاون بين وزارة الثقافة والداخلية لتنشيط القراءة في الموءسسات التابعة لوزارة الداخلية كاشفة عن نية الوزارة توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة ليكون لمشافي الوزارة مكتبات متنقلة تساعد المرضى إن كانوا بحالة تسمح لهم بالقراءة اضافة الى دور للقراءة وانشطة للهيئة العامة السورية للكتاب التي تنشط في طباعة الكتب المختارة لكل الأعمار والخطة الوطنية للترجمة التي بدأت ثمارها تنضج. وختمت وزيرة الثقافة بالتأكيد على تعزيز الإنتاج الفكري لدى كل الشرائح العمرية وخاصة لدى الأطفال الذين إذا بذرت فيهم بذرة صحيحة نبتت للمستقبل. بدوره اعتبر الدكتور هزوان الوز وزير التربية أن القراءة هي الهوية فمن خلالها نعيش مع الأجداد وقيمهم مشيرا إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار التعاون المثمر والبناء بين وزارتي التربية والثقافة معبرا عن أمله في استمرارية هذا التعاون بغية بناء ثقافة للطفل في المراحل العمرية اللاحقة للمستقبل. وأشار وزير التربية إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة والروضة في عملية تشجيع الأطفال على القراءة لأنها تنمي ذكاءهم في هذه المرحلة العمرية وتطور ملكاتهم استمرارا للدور التعليمي في المدرسة املين أن تتحول القراءة لدى الاطفال الى نشاط لا ارادي. وتحدث الدكتور الوز عن نية وزارة التربية التنسيق مع وزارة الثقافة لطباعة المزيد من قصص الأطفال وتوزيعها وبناء المزيد من رياض الأطفال التابعة للوزارة. من جهتها لفتت ملك ياسين مديرة ثقافة الطفل إلى مشاركة أمناء مكتبات الطفل في المراكز الثقافية بدمشق وريفها للاستفادة من تطبيق الفعاليات في مراكزهم وبينت أن الفعالية الأولى هذا العام كانت ضمن دمشق فقط وضمن المركز الإقليمي لكنها في الأعوام القادمة ستكون مستمرة على مدار العام مشيرة إلى وجود خطة عمل لوضع استراتيجية ورؤى شاملة لثقافة الطفل بالشراكة بين وزارات التربية والثقافة والإعلام وكل الجهات المعنية بالطفل. وتمنت أن يكون هناك خطوات عملية للوصول إلى الأطفال بشكل اكبر سواء ضمن المراكز الثقافية أو ضمن المدارس وأي مكان موجود فيه طفل. أما كفاح الحداد مديرة المركز الإقليمي للطفولة المبكرة فأكدت على ضرورة القراءة لدى الأطفال لأنها تعمل على تنمية القدرة على التفكير والربط والاستنتاج. واوضحت أن المركز الإقليمي للطفولة المبكرة اعتمد نهج التشجيع على القراءة لما لها من أهمية كبيرة في تنمية الخيال لدى الطفل والسير على طريق الاستكشاف والإبداع. وضمن ورشات العمل التقت سانا بالمدرسة أحلام علي التي لفتت إلى أن الأطفال ضمن ورشتها يعملون على تطبيق نشاط الرسم بهدف تعليمهم التفكير التكاملي. واعتبرت أنه من خلال الفعالية استطاعت التعرف على أفكار الطفل والتعبير عنها اضافة الى تمرير بعض المعلومات العلمية لديهم من خلال الرسم. وأشارت إلى تفاعل الطفل بشكل كبير مع الفعالية معتبرة أنه عندما يمسك الطفل اللون ليعبر عن أفكاره يكون هذا مشجعا كبيرا له فكل أفكاره يضعها على الورقة. أما المدرسة شيرين شاهين المسؤولة عن أطفال الفئة الأولى بالمركز الإقليمي فقد لفتت إلى أهمية استعمال الحكاية كوسيلة لتحبيب الأطفال بالقراءة. وبينت أن هذا النشاط يهدف إلى تنمية خيال الطفل وهو دعوة للابتكار واكتشاف أشياء جديدة وتنمية الحصيلة اللغوية له واكسابها مفردات جديدة. وقالت إن الحكاية يجب أن تقرأ بطريقة مشوقة كي يندمج الطفل ويفهم الحكاية مشيرة إلى إمكانية استعمال الحكاية كوسيلة لتصحيح سلوكيات الطفل. أما ريم المحمد المشرفة على نشاط قراءة القصص عن طريق الصور فقالت إن الهدف من هذا النشاط هو تعزيز التذكر لدى الأطفال إضافة إلى تعزيز التفكير المنطقي بترتيب الأحداث كبداية ووسط ونهاية. أما رقية محمد المشرفة على نشاط مسرح الدمى فقالت إننا حاولنا من خلال النشاط تشجيع الأطفال على القراءة من خلال مسرح الدمى. وأضافت ان أهم رسالة نريد إيصالها هي ان يخصص الاطفال وقتا لكل شيء في حياتهم وقتا للكتاب وآخر للكرة وللكمبيوتر والتلفاز وتعليم الاطفال تنظيم الوقت وعدم نسف الكتاب من حياتهم.