الدوحة ـ قنا
اختتمت احتفالية "الثقافة الصينية" فعالياتها في كتارا حيث قدمت آخر عروضها مساء اليوم، وسط إقبال جماهيري صاحبها منذ انطلاقتها يوم الخميس الماضي. وسجلت الاحتفالية مشاركة ما يقارب 150 فنانا وفنانة جاءوا لتقديم مجموعة من الأنشطة وعروض الأوركسترا والرقصات التقليدية والمشغولات اليدوية. كما تميزت هذه الاحتفالية بمشاركة الفنانة تشنجير من خلال تقديمها لمعزوفات بيانو ، وهي من أشهر العازفين في العالم وقد حازت على العديد من الجوائز الدولية. وكانت هذه الاحتفالية الثقافية فرصة أمام الجمهور ليستمتع أيضا بالعروض البهلوانية التي قدمها مسرح فن الألعاب البهلوانية بمقاطعة /هونان/ وعروض أخرى أقيمت في الهواء الطلق لتكشف ثراء التراث الصيني وعراقته الذي يخالط فيه الخيال الواقع. فضلا عن استمتاع زوار كتارا بتذوق الشاي الصيني الأصيل. إلى جانب الموسيقى الشعبية الصينية التي تعرف عليها الجمهور من خلال عروض لفرقة نانجين للموسيقى الشعبية والتي تعد واحدة من أشهر الفرق الصينية في العزف على الآلات الموسيقية الشعبية والتي زارت منذ سنة 1988 أكثر من عشرين دولة بما فيها الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومصر والمغرب و غيرها... وكانت أروقة الحيّ الثقافي كتارا قد تجملت بزينة مستوحاة من الموروث الصيني مما يوحي للزائر بثراء هذا التراث الملئ بالقصص و الأساطير والحكم .. وقد حازت رقصة التنين والأسد التي جابت أروقة الحي الثقافي على إعجاب الجمهور الذي أبدى انبهاره بحركات الراقصين و الراقصات المنسجمة وكأنها تروي قصة جديدة من قصص التنين في بلاد الأساطير ليستشعر الزائر في مخيلته شوارع الصين المزدحمة أين الحياة النابضة بالحركة و النشاط. يذكر أنّ رقصة التنين تعد عنصرا أساسيا وثابتا في احتفالات الأعياد في الصين خاصة خلال عيدالربيع.إذ يُتخذ التنين كأداة تمثيل رئيسية .وللعلم تجمع هذه الرقصة بين الرقص و الموسيقى و الحرف اليدوية. كما تعرف الحضور في هذه الإحتفالية على عدد من المشغولات اليدوية و الحرف الصينية التي قدّمها معهد فوجيان لبحوث الفنون والحرف والذي يتولى مسؤوليات البحث والإبداع وجمع الحرف التقليدية وترتيبها ودراستها والتبادل المعرفي في مجال الفنون والحرف.وقد شارك المعهد في العديد من المعارض الصينية والدولية وتحصل على عدة جوائز. وجاءت هذه الاحتفالية ثمرة تعاون بين المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا ووزارة الثقافة الصينية وسفارة جمهورية الصين الشعبية في الدوحة لتحتفي بمرور 25 سنة على العلاقات بين قطر والصين. وكان سعادة السيد كاو يوتشينغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدوحة الذي شارك في افتتاح هذه الاحتفالية قد وجه دعوة للجهات القطرية لتقديم احتفالية مماثلة في الصين تعرّف بالتراث القطري الأصيل وبثقافته العريقة والتي تقدم نموذجا ثقافيا متميزا يتوق الجمهور الصيني للتعرف عليه.