دمشق - سانا
ناقش الفنانون المشاركون في ندوة حول الدراما السورية في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة ظهر أمس الأول هموم وهواجس الفنان السوري في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد والتي تركت تأثيرها السلبي على مختلف تفاصيل الحركة الدرامية السورية من تمثيل وانتاج وإخراج ونص وحتى مواقع التصوير التي تحتاج إلى أماكن آمنة. وطالب الفنان عبد الفتاح المزين بضرورة أن يكون القيمون على المسيرة الفنية الدرامية في سورية أناس متخصصون كما طالب بوضع خطة عمل لإنتاج الأعمال الدرامية بدل العمل بشكل عشوائي مشيرا إلى أن غياب استراتيجية عمل لدى الجهات المنتجة يؤدي إلى كثرة الأعمال المتشابهة التي تشتت المشاهد. ورأى انه لكي لا ينزلق الفنان السوري ويريق ماء وجهه بسبب تدني الأجور والبطالة فانه يجب على الجهات الحكومية دعم الممثلين عبر القطاع العام وتفعيلهم لأنهم الوجه الحضاري للبلد ومن أجل وضع حد للقطاع الخاص الذي لايحترم الفنان. ودعا المزين إلى إنشاء إذاعة متخصصة بالأعمال الدرامية السورية بعد أن تخطت الاذاعة التلفزيون خلال هذه الأزمة. ولفتت الفنانة وفاء موصلي إلى تحكم رأس المال بطبيعة المنتج الدرامي في الظروف الحالية ما يستدعي تنظيم العملية الإنتاجية وتدخل الدولة في ضبط هذا التحكم داعية إلى إيجاد قطاع مشترك "خاص وعام". وأوضحت أن مؤسسة الإنتاج التلفزيوني لديها جرأة غير مسبوقة في الحديث عن معاناة السوريين كما في مسلسل القربان الذي يجري تصويره حاليا والذي يعرض تداعيات الواقع الاقتصادي والسياسي على الواقع الاجتماعي. ولا تنكر موصلي أن الأزمة أنتجت أعمالا درامية هابطة ولكن الممثل مضطر أحيانا للمشاركة فيها كونه بقي في الوطن ومضطر لمسايرة فناني الأزمة الذين ليسوا على مستوى العمل الفني.. معبرة عن حزنها لأن خمسين بالمئة ممن يعملون في الدراما السورية هم دخلاء عليها ولا يمتون لها بصلة وقالت "أعرف أن الأجيال القادمة لن ترحمنا ولكن نحن مضطرون للعمل في هذه الظروف مع مخرجين يفتقدون لتقاليد المهنة ولكنهم يملكون رأس المال". ومن جانبه استعرض المخرج الإذاعي حسن حناوي تاريخ الدراما السورية الذي بدأ مع خمسينات القرن الماضي في إذاعة دمشق مع القصاص الشعبي حكمت محسن وفهد كعيكاتي وأنور البابا وعبد اللطيف فتحي وتيسير السعدي.. ثم تألقت الدراما التلفزيونية مع أواخر القرن العشرين وانتشرت مستفيدة من وسائل الاتصال والفضائيات ولكن هذا النجاح اصطدم برايه بعدة مشكلات تتمثل في السؤال عما إذا كانت تستطيع الحفاظ على هذا التألق والنجاح ثم في منافسة الدراما المصرية وخطف النجوم السوريين والكفاءات.. والمشكلة الثالثة هي مع دول الخليج المسوقة للأعمال السورية والتي صارت تتدخل في اختيار النجوم وحتى مواضيع المسلسلات. ورأى حناوي أن تدمير الدراما السورية هو جزء من المعركة ضد سورية وهنا يبرز دور الدولة والقطاع العام داعيا إلى ضرورة وجود جهة عليا تنسق وتضع الخطط الإنتاجية بعد أن أصبحت الدراما السورية صناعة وطنية بامتياز ومصدر دخل وطني للكثيرين في سورية إذ أمنت القوت اليومي لعائلات بأكملها وأنعشت منشآت كثيرة كالمطاعم والفنادق والأماكن السياحية. وطرح صبحي سعيد أمين سر اتحاد الكتاب العرب الذي كان يدير الندوة موضوع الدبلجة السورية للدراما التركية فيما إذا كانت عنصرا محفزا لتنشيط الدراما السورية أم أنها ساهمت في تمييع هذه الدراما فقالت الفنانة موصلي أن أهم الممثلين في العالم اشتغلوا بالدوبلاج وهو يؤمن دخلا للكثير من الفنانين السوريين ولكن يجب أن لا يقتصر على المسلسلات التركية. ودعا المزين إلى ضرورة ايجاد البديل للفنان السوري عن الدوبلاج التركي بينما قال حناوي إن الفنان السوري رفع مستوى الدراما التركية بلهجته المحلية. وأغنت الندوة مداخلات الحضور المهتمين بالشأن الدرامي والذين تحدثوا عن الأجزاء المتلاحقة لمسلسل باب الحارة والتي أدت إلى تشويه صورة الأسرة الدمشقية وتشويه صورة المرأة الشامية بشكل خاص.