تم ضمن فعاليات مهرجان الصحفيين الثالث الذي أقيم مؤخرا على مسرح دار الأسد في اللاذقية تكريم الخطاط كامل شريقي الذي تميز بالعديد من الأعمال الفنية المتميزة والتي سعى من خلالها لتكريس هذا الفن العريق و المحافظة على اصوله وقواعده التي شكلت أساسا لاستمراره وبقائه على مدى مئات السنين مع العمل على تطوير لوحته الخطية ضمن منظومة هذه القواعد الأصيلة ودون الخروج عنها. في هذا الاطار قال شريقي.. أسهمت بست لوحات إلى جانب الخطاطين الكبار حيث شاركوا بلوحات متميزة أظهرت ميزات الخط العربي وأنواعه وأهميته فهو لغة القرآن الكريم لهذا نتمنى من المؤسسات الثقافية الاهتمام بالخط العربي واقتناء لوحات الخطاطين وتشجيعهم على تقديم المزيد. وبين أن الهدف من مشاركته هو جذب جمهور المحافظة لتعريفه على أصول الخط العربي وماذا يمتلك هذا الخط من ميزات حيث فيه الكثير من الأسرار وله معان كبيرة فالخط هو جوهر اللوحة وروحها وهذا المعرض يؤكد أن لغتنا هي ليست لغة القتل والدم وإنما لغة الفن والمحبة والسلام. ولفت إلى أن الخط موهبة ووراثة ورثها عن جده حيث كان جده الخطاط محمد ياسين ومنذ صغره يقلد اللوحات وعناوين الصحف والكتب ويمارسها شيئا فشيئا ويتمرن باجتهاد وسافر بعدها إلى السعودية كمدرس وتعلم على يد الاستاذ جميل عبد الكريم وكان متقنا للخطوط بشكل عام واخذ منه مبادئ خط الرقعة والنسخ والفارسي وتمرن لمدة ثماني سنوات على كراسات الخطاطين ككراسة هاشم البغدادي الخطاط العراقي. وقال شاركت بالمعارض التي أقيمت في مدينة اللاذقية وجبلة وجامعة تشرين و كان اخر المعارض مهرجان صحفيي اللاذقية وطرطوس وبين أن التكريم كان عبارة عن درع وشهادة تقدير. شارك الشريقي بمسابقات في تركيا للخط العربي عامي 2011 و 2013 وكانت هذه المسابقة قوية تضم اكثر من 900 خطاط ، ومن سورية كان هناك بحدود 30 خطاطا وقد حصلت سورية على المركز الأول على مستوى العالم وحصدت حوالي 22 جائزة من أصل 40 جائزة. وأشار الشريقي إلى أن الخط فن عربي واسلامي وبحاجة لتطوير دائم واهتمام وتشجيع فهو خط القرآن الكريم الذي ساهم كثيرا في تطوير الخط لان الخطاطين كتبوا المصاحف باللغة العربية كما أن آيات القرآن الكريم شجعت الخطاطين على التعلم والكتابة وظهر من الصحابة خطاطون كسيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه حيث قال "عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق" كما أنه حث على الكتابة وشجع عليها. وعن تطور الخط شرح شريقي أنه تطور من الخط الكوفي الى خط النسخ البسيط ثم وضعت له قواعد واسس وتطور حتى وصل الي ما عليه اليوم من جمالية واتقان وقد بحث في أصله ونشأته وتطوره وأدواته وأنواعه الكثير من الباحثين والمؤرخين واللغويين منهم ابن خلدون وابن النديم وغيرهم. والخط العربي بحسب الشريقي يستحق الاهتمام فهو اللغة التي يستطيع الفنان أن يقول من خلالها ما يريده فقد لامست حروفنا التي قدمناها في هذا المعرض ما في وجداننا متمنيا أن يكون هناك اهتمام أكثر بالخط العربي والخطاطين حيث ان الحرف قادر على إظهار الحقيقة جلية وقادر على خلق إبداعات وفضاءات فنية متنوعة وقد سبق وقال بيكاسو إن أقصى ما استطعت الوصول إليه في الرسم وجدت أن الخط العربي قد سبقني إليه منذ زمن بعيد.. وبين ان الكمبيوتر يقوم بدور مهم في هذا المجال لانه في البداية كان الخط يعتمد على التمرين والتدريب والان الكمبيوتر اختصر الوقت واصبحت اللوحة تكتب بالخط على الكمبيوتر ثم يستخدم التقنية الحديثة في ضبط الحروف والكمبيوتر اظهر اللوحات بمستوى عال من التقنية والفن. وعن دور المدارس في تهذيب وتحسين خطوط الاطفال والجيل الجديد بشكل عام اكد ان اهم نقطة هي الهواية في تعلم الفنون من ثم يأتي التعلم والتجريب لنصل الى تراكم الخبرة والمعرفة ومن ثم الأبداع بالاضافة الى ضرورة ان يكون هناك اهتمام اكثر بالخط عن طريق اجراء دورات لمعلمي اللغة العربية ومن يعطون مادة الخط للاطفال ليكونوا على قدر المسؤولية وبالكفاءة والمهارة المطلوبة لتعليمها للاطفال بالاضافة الى ضرورة اقامة دورات مستمرة لهم بالاستعانة بخطاطي المحافظة كما يجب تشجيع امتهان وتعلم الخط العربي الصحيح والمتقن من خلال عرض لوحات الخط في الصفوف وشرحها للاطفال من نوع الخط إلى الطريقة التي تكتب بها بالإضافة إلى اكتشاف المواهب والكفاءات الموجودة بين الطلاب وتشجيعها والاخذ بيدها واقامة مسابقات في الخط وتقديم دعم معنوي للمتميزين في هذا المجال كعرض لوحاتهم في الصفوف أو الإدارات وتقديم مكافأت مادية لهم. وأوضح أنه لخلق جيل متذوق للخط ولفن الحرف ننطلق من المدارس وتزيينها بلوحات خط لكبار الخطاطين لأن هذا الاتصال البصري هام جداً فبالاتصال البصري نخلق ثقافة جمالية عند الأطفال ولتكن مناهجنا مزينة صفحاتها ببعض اللوحات ونبذة عن أنواع الخطوط وكبار الخطاطين وهذه تشكل ثقافة معرفية تكسر حاجز الرهبة بجهل هذا النوع من الفنون. ونوه إلى ضرورة عرض لوحات الخط العربي في الأماكن العامة ومؤسسات الدولة والمؤسسات الثقافية وتشجيع الخطاطين عن طريق شراء واقتناء لوحاتهم وعرضها في صالات المعارض الدائمة وتشجيعهم واقامة معارض لهم لتصبح هذه الظاهرة الايجابية منتشرة في كل مكان. وطالب بضرورة وجود نقابة ترعى الخطاطين وهذا يحتاج إلى سعي من قبل الخطاطين والمسؤولين بنفس الوقت فهم يعودون لدى حاجتهم لتوقيع أي ورقة إلى نقابة عمال الطباعة فعمل الطباعة مختلف تماما عن فن الخط فلا يستطيع رئيس نقابة الطباعة تفهم مشاكل وهموم واوجاع الخطاطين وتحقيق مطالبهم.