المدينة المنورة ـ أ ش أ
أكد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة ضرورة العمل على نشر مبادئ الدين الإسلامي القويم في المحبة وتعميق أواصر الإخوة والوفاق والتفاهم داعيًا المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في العالم الإسلامي للقيام بواجبها والعمل على الاستعانة بكل الوسائل التي تعبر عن رقينا الثقافي والإسلامي لرفع الظلم عن الشعوب الإسلامية وإعطاء صورة نقية لما تحمله رسالة الإسلام العظمى. جاء ذلك في كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة بدول منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام" تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبحضور الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ومشاركة حشد من وزراء الثقافة ورؤساء الوفود والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الثقافي. وثمن خوجه الجهود التي تقوم بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في هذا الإطار، مشيرًا إلى الوثائق التي تطرحها الأيسيسكو في المؤتمر متضمنة رصدًا لجهود المنظمة خلال العامين الماضيين وتصورا استشرافيا للجهود المرجوة للعامين القادمين. ودعا إلى بحث أوجه التعاون لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والخروج بصيغة لما يمكن للدول الأعضاء في منظمة الإيسيسكو المشاركة به في هذا المجال مستقبلًا مشيرًا إلى ما طرحته المنظمة في مؤتمرها السابع الذي عقد في الجزائر لإعداد وثيقة تحت عنوان"مشروع خطة العمل لتفعيل المبادرة"والتي تأتي مكملة لجهود القائمين على هذه المبادرة والتي تبعها عدة مشاريع أخذت مكانها على أرض الواقع. وقدم وزير الثقافة مقترحين يجسدان رؤية لعمل ثقافي مشترك ويعبران عن روحانية المدينة المنورة ودورها التاريخي في خدمة الثقافة الإسلامية ورعاية المبدعين المسلمين يتمثل الأول منهما في إنشاء " مشروع بوابة المدينة المنورة الإلكترونية للثقافة في العالم الإسلامي " ويمكن لكل دولة إسلامية عرض ما تريد عن المعالم الثقافية أو النماذج البارزة لديها والتعريف بما لديها من منجزات في مختلف الفنون والآداب والعلوم. ويتمثل المقترح الثاني في "مشروع ببلوغرافيا المبدعين في العالم الإسلامي في مجال الفنون والآداب" ويمكن أن تكون هذه الببلوغرافيا ورقية وإلكترونية وتشتمل على تعريف بالمبدعين والعلماء والخبراء في العالم الإسلامي في هذه المجالات الثقافية لكي نساعد في تقوية روابط الصلات بين المبدعين ونرسخ التعاون وتبادل الخبرات فيما بينهم. من جانبه أكد مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري أن شعار المؤتمر يعبر بدقة عن اهتمامات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة باعتبارها الضمير الثقافي للعالم الإسلامي.لافتًا إلى أن العالم اليوم هو أحوج ما يكون إلى التمكين لثقافة الحوار والتفاهم للوقوف في وجه موجات الكراهية والعنصرية والتطرف والإرهاب وصولًا إلى السلام العالمي الذي هو علم الإنسانية الجميل. وقال "نحن حريصون في هذا المؤتمر على بلورة مفهوم إسلامي مستنير بالحقوق الثقافية وعلى عقد العزم للعمل من خلال المبادرات العملية لتعزيزها والتمكين لها في العالم الإسلامي والخروج من هذا المؤتمر بقررات مناسبة تخدم الهدف الرئيس الذي نسعى جميعا إلى بلوغه وهو تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي حتى تكون داعمة للحوار وصولا للسلام من جهته أعرب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي اياد مدنى في كلمته عن استنكاره للتهديد الذي تتعرض له المقدسات الإسلامية في فلسطين، م والخطر الذي يتهدد التراث الثقافي والمعالم والمؤسسات الإسلامية جراء استمرار احتلال إسرائيل لأرض فلسطين مبينًا أن استمرار الحفريات وتدمير المواقع الثقافية والتاريخية في القدس، يشكل إهانة مباشرة وتهديد للبشرية جمعاء، ومحاولة فجة لتهويد هذه المدينة. ودعا مكتب تمثيل منظمة التعاون الإسلامي لدى اليونسكو إلى العمل مع مجموعة منظمة التعاون الإسلامي لتبني قرار قوي وملزم لوضع حد لهذا المسعى على الفور، وحماية المعالم الثقافية والتاريخية الإسلامية في القدس وصونها، وأن يكون صون تراث المسلمين الثقافي غير المادي، والحفاظ على مقتنيات المتاحف والممتلكات الثقافية المنقولة المهددة بالفناء ضمن أولويات المنظمة. كما تطرق الدكتور إياد مدني في كلمته إلى التحدي الهائل الذي يواجهه المسلمون اليوم والمتمثل في التشويه واسع النطاق للإسلام وتنامي حدة آفة "الإسلاموفوبيا" في أوساط الغرب حتى أضحت شكلا من أشكال العنصرية والتمييز. ودعا مدنى إلى ضرورة تعزيز الجهود لاحتواء العناصر التي تقترف أعمالًا متطرفة وإرهابية باسم الإسلام،داعيا كذلك إلى أن تستهدف الإستراتيجية الثقافية لدول العالم الإسلامي إظهار ثقافتنا وتقاليدنا الثرية للعالم بأسره.